الصحفي صالح أبو عوذل : في مثل هذا اليوم من عام 2021، تعرّض الزميلان محمود العتمي وزوجته رشا الحرازي لعملية إرهابية جبانة في ضواحي خور مكسر بالعاصمة #عدن، أسفرت عن استشهاد الزميلة رشا وجنينها، ونجاة محمود بأعجوبة من الموت.
أربعة أعوام مضت على تلك الحادثة المؤلمة، كانت قاسية وثقيلة على أخونا محمود، الذي حمل وجع الفقد وصبر الرجال، ومضى مواصلًا دربه في المهنة التي لا تعرف سوى المواجهة والثبات.
نستذكر اليوم تلك الجريمة النكراء، ونتضامن مع زميلنا محمود بقلوبٍ يملؤها الإخلاص، ونستحضر أسماء الشهداء من أبناء المهنة الذين دفعوا حياتهم ثمنًا للحقيقة، من نبيل القعيطي إلى أحمد بوصالح، وغيرهم من الصحافيين الذين ارتقوا وهم يدافعون عن شرف الكلمة وكرامة المهنة.
فالصحافة مهنة إنسانية نبيلة، ورسالة وطنية سامية. الصحافي، كالجندي، يقاتل بسلاح الكلمة، ويواجه الخطر ليقول الحقيقة، مؤمنًا بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع بثمنٍ غالٍ. إنها مهنة المتاعب فعلًا، لكنها أيضًا مهنة النبل، والشجاعة، والإخلاص، والتفاني.
نتذكر عمالقة المهنة الذين رحلوا وبقوا خالدين في ذاكرة الصحافة "هشام باشراحيل، أبوبكر السقاف، عادل الأعسم"، وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي جعلت من الكلمة موقفًا ومن القلم معركة.
وفي هذه الذكرى الأليمة، نتضرع إلى المولى عز وجل أن يتغمد برحمته كل شهداء الكلمة والواجب، وأن يحفظ من تبقّى من جنود الحقيقة.
ولا عزاء لمن حاولوا ركوب الموجة في لحظةٍ كانت السفينة تقترب من الشاطئ، فعادوا بها — بمجاديف الغباء والأنانية — إلى أعماق البحر.
محمود الميتمي زوج الشهيدة رشا الحرازي :
اسألوني عن اليُتم،
أحدّثكم عن رشا وجنينها
اسألوني عن الحزن،
أحكي لكم عن رحيلها
اسألوني عن الصبر،
أخبركم عن فراقها
أربعة أعوام يارشا، أبحث عنك في سطور الرثاء، وفي أبيات الخنساء، وبكائيات ابن الرومي، وتأبين ابن نويرة
لعلّي أجد العزاء في غيابك الممتلئ بالحضور، ولعلّي أجد حكمة الحياة في رحيلكِ المبكر
"وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي" على أحبائهم لما كان بوسعي الصبر، و"لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ • وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ"
و"لقد لامَنِي عند القبور على البُكا • على كلّ قبرٍ أو على كلّ هالك"، فقلت لهم "ان الشَّجا يبعثُ الشجا"،
فدعوني فهذه كلُّها قبر رشا
وكأننا "لم نبِتْ ليلةً معا" رغم طول اجتماعنا لحقبة من الدهر
أهرب من المرثيات، فأجدك في مثلثات قطرب وهو ينظم "صاحَبَني وهو رَشا • كصُحبةِ الدلوِ الرِّشا"
أربعة سنوات أحرس ذكراك انتظر العدالة، ولسوف تأتي
فانتظريني على الوعد
#الشهيدة_رشا_الحرازي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news