بين احترام القانون وحرية الصحافة.. جدل واسع حول دعوى الانتقالي ضد الصحفي عبدالرحمن أنيس

     
كريتر سكاي             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين احترام القانون وحرية الصحافة.. جدل واسع حول دعوى الانتقالي ضد الصحفي عبدالرحمن أنيس

كريتر سكاي/خاص:

أثارت الدعوى التي تقدّم بها المجلس الانتقالي الجنوبي عبر فريقه القانوني ضد الصحفي والإعلامي عبدالرحمن أنيس جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية بالعاصمة عدن، بعد اتهامه بـ “التحريض والإساءة والتشهير” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لما ورد في نص الشكوى الموجهة إلى نيابة الصحافة والمطبوعات والنشر الإلكتروني.

وجاء في نص الدعوى أن ما نشره الصحفي عبد الرحمن أنيس "تجاوز حدود النقد المباح إلى التحريض العلني والإساءة المتعمدة"، معتبرة أن تلك المنشورات تمس هيبة مؤسسة سياسية قائمة وتؤثر سلبًا على السلم الاجتماعي، ومطالبةً بفتح تحقيق عاجل واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

بين التأييد والانتقاد

قضية الصحفي عبدالرحمن أنيس سلطت الضوء على التوازن الدقيق بين حرية التعبير والمسؤولية القانونية. يرى البعض في إحالة القضية إلى القضاء خطوة ناضجة تحمي المؤسسات من الصراعات الإعلامية،  يحذر آخرون من أن التطبيق الانتقائي للقانون قد يهدد حرية الصحافة ويقلل الثقة بمصداقية العدالة. وفي نهاية المطاف، يظل الطريق الأمثل هو تعزيز القضاء المستقل والإجراءات العادلة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء.

بين حرية الكلمة ومسؤولية النشر

القضية فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول مفهوم حرية الصحافة ، وحدود النقد المسموح به تجاه الكيانات السياسية.

فبينما يطالب الصحفيون بضمانات حقيقية لحمايتهم من الملاحقات، يؤكد القانونيون أن “الحرية لا تعني الفوضى”، وأن على الإعلاميين الالتزام بميثاق الشرف المهني وتجنّب التحريض أو التشهير تحت غطاء النقد.

وفي هذا السياق، قال أحد أعضاء الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي إن الخطوة التي اتخذها المجلس الانتقالي “تعكس احترامًا للقانون وتكريسًا لثقافة الاحتكام إلى القضاء بدل الصراع الإعلامي”، مؤكدًا في الوقت نفسه تضامنه الإنساني والمهني مع الصحفي عبدالرحمن أنيس، وداعيًا إلى ترك القضية للقضاء للفصل فيها “بما يضمن العدالة للجميع”.

توازن مطلوب

ويرى محللون أن القضية تحمل وجهين متناقضين لكن متكاملين:

الأول قانوني إيجابي يعبّر عن وعي بأهمية الاحتكام للمؤسسات، والثاني سياسي وإعلامي يدعو إلى مراجعة شاملة لخطاب جميع الأطراف، كي لا يُستخدم القانون كوسيلة لتكميم الأفواه أو لتصفية الخلافات الفكرية.

ويؤكد مراقبون أن أي تحرك قانوني يجب أن يشمل الجميع، سواء من ينتقد المجلس أو من يسيء باسم الدفاع عنه، مشيرين إلى أن انتقائية تطبيق القانون تُضعف الثقة بمؤسسات العدالة وتكرّس الانقسام في الوسط الإعلامي.

الخلاصة

قضية الصحفي عبدالرحمن أنيس لم تكن مجرد خلاف قانوني، بل محطة كاشفة لطبيعة العلاقة بين السلطة والإعلام ، ومدى استعداد مؤسسات الدولة للتعامل مع الكلمة كحق لا كجريمة.

إنّ ما ينتظره الرأي العام اليوم ليس إدانة أو تبرئة، بل رسالة واضحة تؤكد أن العدالة يمكن أن تكون ملاذ الجميع، وأن احترام القانون لا يعني إسكات الرأي، بل تنظيمه وضمان ممارسته بمسؤولية.

فالإعلام الحر لا يهدد الدولة، بل يحميها من الانزلاق نحو الفوضى.

أما الدولة التي تضيق بالنقد، فهي تضعف نفسها قبل أن تُضعف إعلامها.

وضاح الشليلي

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اول تصريح لبن دغر حول سيطرة قوات الانتقالي على حضرموت

بوابتي | 1344 قراءة 

قوات درع الوطن تسيطر على اللواء 37 مدرع بحضرموت بعد مواجهات مع الانتقالي

بوابتي | 1060 قراءة 

طيران يقصف مواقع الجيش في وادي حضرموت

كريتر سكاي | 1041 قراءة 

نتائج اجتماع الوفد السعودي بسلطات حضرموت

عدن حرة | 932 قراءة 

تفاصيل وأسباب الانهيار المفاجئ للمنطقة العسكرية الأولى.. والكشف عن مصير قائد اللواء 135 عقب تدخل التحالف

المشهد اليمني | 893 قراءة 

قوات درع الوطن السعودية تبدأ السيطرة على وادي حضرموت والخشعة بعد انسحاب قوات الانتقالي

قناة المهرية | 871 قراءة 

من سيطر فعلاً على ”الخشعة”؟ الانتقالي يُعلن النصر و”درع الوطن” يدّعي المسؤولية!

المشهد اليمني | 858 قراءة 

كاتب وباحث كويتي يكشف ‏" لماذا انفجرت -الحربُ العيدروسية- في ‎حضرموت قبيلَ ‎قمة المنامة بساعات؟ "

المشهد الدولي | 799 قراءة 

سقوط اسرى من جنود المنطقة العسكرية الاولى في حضرموت(صورة)

كريتر سكاي | 741 قراءة 

العطاس: نصر مبين في حضرموت

عدن حرة | 721 قراءة