التباكي على الماضي لا يعيد الجمهورية المختطفة
قبل 3 دقيقة
لم تعد الخطابات التي تستحضر ماضي الجمهورية وتغرق في البكاء على أمجادها قادرة على إحداث أي فرق في واقع يفرض فيه الكهنوت الإمامي المقيت قبضته على مؤسسات الدولة ومقدّراتها. فالتاريخ لا يُستعاد بالنحيب، ولا تُسترجع الأوطان بالعواطف وحدها.
إن التباكي على الماضي لا يعيد الجمهورية المختطفة، بقدر ما يُعمّق الإحباط ويُغذي العجز عن الفعل. فالمعركة اليوم ليست مع الذاكرة، بل مع مشروع كهنوتي يسعى لطمس هوية الدولة الجمهورية، وإعادة المجتمع إلى عصور الوصاية والاستعباد.
استعادة الجمهورية تتطلب موقفًا وطنيًا موحّدًا، وإرادة سياسية حقيقية تضع مصلحة الوطن فوق المصالح الضيقة والحسابات الصغيرة. فالمواجهة لا تكون بالشعارات ولا بالحنين، بل بالعمل الجاد، وبإحياء روح الجمهورية التي تأسست على قيم الحرية والمواطنة والمساواة.
لقد آن الأوان لأن يدرك الجميع أن طريق استعادة الدولة لا يمر عبر الماضي، بل عبر الوعي بالمستقبل، ووحدة الصف الجمهوري في وجه الكهنوت الذي لا يؤمن إلا بالقوة، ولا يفهم إلا لغة الصمود.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news