يمن ديلي نيوز
: قال مركز المخا للدراسات الاستراتيجية في دراسة تقدير موقف لشهر أكتوبر/تشرين الماضي إن جماعة الحوثي المصنفة إرهابية تواجه تحديات متزايدة قد تهدد استمراريتها، وأزمات داخلية وخارجية تعيق قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة في الفترة المقبلة.
ووفقًا للدراسة بعنوان (تحديات البقاء.. مستقبل الحوثيين في ظل التطورات الراهنة): يواجه الحوثيون سخطًا شعبيًا متزايدًا نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، التي تشهد تدهورًا كبيرًا.
الدراسة التي وصلت “يمن ديلي نيوز” قالت إن الأزمات تفاقمت نتيجة لتراجع الخدمات الأساسية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والمياه، فضلاً عن التضييق الاقتصادي الذي أثر على حياتهم اليومية.
وذكرت أن الحوثيين لم يتمكنوا من تحسين مستوى هذه الخدمات، بل على العكس، ازدادت الأوضاع سوءًا، مما أدى إلى تذمر المواطنين ضد الجماعة.
وطبقًا للدراسة، فإن الحوثيين يواجهون أيضًا أزمة سياسية حادة داخل صفوفهم، خاصة بعد الخلافات المتزايدة مع حزب المؤتمر الشعبي العام، وتدهور العلاقة بينهما عقب مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على يد الحوثيين.
هذا التدهور، وفقًا للدراسة، تسبب في انقسامات داخلية جديدة، حيث بدأ الحوثيون في إبعاد أعضاء المؤتمر من المناصب القيادية، مما زاد من تفاقم الأزمة السياسية داخل الجماعة.
وأضافت: إن خسائر الحوثيين في صفوف قادتهم العسكريين نتيجة للغارات الجوية المستمرة أسفرت عن حدوث فراغات قيادية كبيرة، مما أدى إلى ارتباك داخل صفوفهم وصعوبة في التنسيق بين الجبهات العسكرية.
على المستوى الإقليمي والدولي، أفادت الدراسة بتزايد الضغوط على الحوثيين، خاصة مع تراجع الدعم الإيراني لهم.
وكانت إيران تقدم الدعم العسكري والمالي للحوثيين، لكن التراجع في النفوذ الإيراني في المنطقة أدى إلى نقص الموارد المالية والعسكرية للجماعة.
إضافة إلى ذلك، تقول الدراسة إن المجتمع الدولي فرض المزيد من العقوبات على الحوثيين، حيث صنفت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الجماعة كمنظمة إرهابية، مما زاد من عزلتها الدولية.
وفي ظل هذه الأزمات، طرحت الدراسة ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل الحوثيين: الأول هو تصعيد الهجمات ضد السعودية والمصالح الغربية، بهدف تحسين موقفهم في المفاوضات السياسية المستقبلية.
أما السيناريو الثاني فيتضمن التهدئة والمصالحة الوطنية، للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة المعترف بها دوليًا في إطار عملية سياسية شاملة.
أما السيناريو الثالث، بحسب الدراسة، فيتمثل في تبني الحوثيين استراتيجية مرنة تجمع بين التصعيد المحدود والتهدئة السياسية، مما يسمح لهم بالحفاظ على تأثيرهم في المعادلة السياسية اليمنية.
وذكرت الدراسة أنه في ضوء الأزمات الداخلية والدعم الإقليمي المتراجع، فإن قدرة الحوثيين على الاستمرار في القتال تبقى محل شك، إلا أن استمرار تشرذم المواقف داخل الحكومة الشرعية قد يتيح لهم بعض الفرص.
مرتبط
الوسوم
مركز المخا للدراسات الاستراتيجية
مستقبل الحوثيين في ظل التطورات الراهنة
جماعة الحوثي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news