شبوة بين عهدين.. تنمية أجهضت أم مشروع استقلال لم يكتمل؟

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 47 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
شبوة بين عهدين.. تنمية أجهضت أم مشروع استقلال لم يكتمل؟

الجنوب اليمني: خاص

خلال أقل من عقد، تحوّلت محافظة شبوة إلى مرآة تعكس تعقيدات المشهد اليمني بأبعاده السياسية والاقتصادية والإقليمية. فما بين عهد وصف بالذهبي في زمن المحافظ السابق محمد صالح بن عديو، ومرحلة يغلب عليها الطابع الأمني والنفوذ الخارجي بعد إقالته، تبرز قصة محافظة حاولت أن تبني مؤسساتها بقدراتها المحلية، لكنها وجدت نفسها لاحقاً في قلب لعبة النفوذ الإقليمي.

من حلم التنمية إلى سطوة الأمن

حين تولى بن عديو قيادة المحافظة، كانت شبوة أشبه بحد فاصل بين جبهات الصراع. لكن الرجل، القادم من خلفية سياسية وإدارية، استطاع تحويل هذا الواقع إلى حافزٍ لإعادة الإعمار والتنمية، فشهدت المحافظة تنفيذ عشرات المشاريع في الطرق والكهرباء والمياه، إلى جانب إطلاق ميناء قنا النفطي الذي مثّل حينها مشروعاً سيادياً أعاد للمحافظة بوصلتها الاقتصادية ومكانتها الجيوسياسية.

تلك المرحلة، التي لاقت صدىً واسعاً في الشارع الشبواني، كانت بالنسبة لكثيرين أول تجربة ملموسة لسلطةٍ محليةٍ تحاول الإمساك بزمام قرارها بعيداً عن الهيمنة الخارجية.

إقالة مفاجئة ومنعطف حاد

لكن هذا المسار توقف فجأة في ديسمبر 2021، حين صدر قرارٌ بإقالة بن عديو، في خطوةٍ فُهمت على نطاقٍ واسع بأنها استجابة لضغوطٍ إقليمية، خصوصاً من الإمارات، التي لم تُخف اعتراضها على توجهاته الاستقلالية.

منذ ذلك التاريخ، دخلت شبوة مرحلة جديدة تتقدم فيها الأجندة الأمنية على المشاريع التنموية، وتراجع فيها القرار المحلي لصالح ترتيباتٍ مدعومةٍ من الخارج. ومع أن الهدوء الأمني النسبي ظل حاضراً، إلا أن المواطنين يرون أن (الأمن بلا تنمية) ليس سوى استقرار مؤقت يفتقر إلى قاعدة اجتماعية واقتصادية حقيقية.

بين إرث تنموي ونفوذ متنام

اليوم، تنقسم المحافظة بين ذاكرةٍ تنمويةٍ لا تزال حاضرة في وجدان الناس، وواقع جديد تسوده مراكز نفوذٍ متعددة. المشاريع التي كانت يوما رمزاً للاعتماد على الذات، باتت مجمّدة أو تدار من خارج المحافظة، فيما يزداد حضور القوى الإقليمية في ملفات الأمن والاقتصاد.

ويرى مراقبون أن تجربة بن عديو  بما لها وما عليها تمثل نموذجاً دالاً على ما يمكن أن تحققه الإدارة المحلية حين تمتلك إرادتها المستقلة، كما تكشف في المقابل كيف يمكن أن تتراجع التنمية حين تختزل الدولة في أذرع أمنية وتدار قراراتها من خلف الحدود.

في المحصلة، لا تبدو شبوة اليوم كما كانت قبل أعوام قليلة. فالمحافظة التي كانت تقدم كقصة نجاح محلية تحولت إلى ساحةٍ لاختبار النفوذ الإقليمي، لتبقى معركتها الحقيقية  كما يقول أحد أبنائها  ليست في الأمن أو السياسة، بل في استعادة قرارها التنموي المستقل.

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل.. إجازة رسمية في المدارس يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين

العين الثالثة | 556 قراءة 

اليمن: عبدالكريم الحوثي في حالة موت سريري والعاطفي يخضع لجراحة جديدة

يمن فيوتشر | 346 قراءة 

جدل واسع بعد بث خطاب الحوثي في مؤتمر القوميين العرب ببيروت بحضور حمدين صباحي ويحيى صالح

مندب برس | 345 قراءة 

إعلان أمريكي جديد يحدد ملامح المرحلة المقبلة في اليمن

صوت العاصمة | 340 قراءة 

طلب مصري للرئيس ”العليمي” يثير ضجة كبيرة ويشعل المواقع

المرصد برس | 289 قراءة 

يمنية تتعرض للذبح أمريكا (تفاصيل)

العربي نيوز | 287 قراءة 

انكشاف سبب وفاة خطيب جمعة بتعز

العربي نيوز | 255 قراءة 

عاجل | اعترافات الضابط الكويتي المتهم بالتحرش بفتاة على كورنيش النيل

العين الثالثة | 242 قراءة 

حقيقة مصرع العاطفي والحوثي

أنباء عدن | 237 قراءة 

استعادة طفلة بعد اختطافها في عدن وهكذا كان مصير الخاطف

المشهد اليمني | 225 قراءة