بينما تتسع رقعة المعاناة الإنسانية في السودان، تتزايد الدعوات الدولية المطالبة بوقف القتال، كان آخرها من واشنطن التي دعت طرفي النزاع إلى القبولبـ هدنة إنسانية عاجلة تتيح إيصال المساعدات للمدنيين.
لكن المشهد السوداني بدا أكثر تعقيدًا، إذ أعلنت
قوات الدعم السريع
موافقتها على الهدنة المقترحة من “الرباعية الدولية” التي تضم الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر، في حين تمسّك
الجيش السوداني
بخيار الحرب، متحديًا الدعوات الدولية للسلام.
لكن المشهد السوداني بدا أكثر تعقيدًا، إذ أعلنت
قوات الدعم السريع
موافقتها على الهدنة المقترحة من “الرباعية الدولية” التي تضم الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر، في حين تمسّك
الجيش السوداني
بخيار الحرب، متحديًا الدعوات الدولية للسلام.
وفي حوار خاص مع "سكاي نيوز عربية"، كشف رئيس تحرير مجلة أفق جديد عثمان فضل الله الأسباب التي تدفع
الجيش السوداني
إلى رفض الهدنة والاستمرار في القتال رغم الكلفة الإنسانية الفادحة، معتبرًا أن “هناك ثلاثة عوامل رئيسية وراء ذلك القرار”.
الفساد والمزايدات السياسية
وقال فضل الله إن "
العامل الأول
هو الفساد المستشري داخل المؤسسة العسكرية أو في محيطها"، مشيرًا إلى أن "العديد من التقارير تحدثت عن فساد في مناطق يسيطر عليها الجيش، مثل
بورتسودان
، وهو ما أدى إلى حالة من التذمر داخل صفوف العسكريين أنفسهم".
أما
العامل الثاني
، وفق فضل الله، فهو "المزايدات بين قيادات الجيش، خصوصًا داخل مجلس السيادة، حيث تحاول كل مجموعة الظهور بمظهر الأكثر صلابة في مواجهة الدعم السريع".
واستشهد بحادثة توقيع الفريق شمس الدين كباشي اتفاقًا أوليًا لوقف الحرب في البحرين، قائلاً إن "الاتفاق تم بموافقة القيادة العامة، لكن عندما تسرّب، واجه كباشي حملة تخوين، وامتنعت المؤسسة العسكرية عن الدفاع عنه، في مؤشر على عمق الانقسام داخلها".
مشروع سياسي يقف وراء الحرب
أما العامل الثالث والأكثر أهمية، بحسب فضل الله، فهو أن "الحرب ذات مشروع سياسي، هدفها عودة النظام البائد وإعادة الإسلاميين إلى السلطة".
وأضاف: "هذا المشروع مرفوض شعبيًا، لذلك يسعى الداعمون له إلى إطالة أمد الحرب على أمل فرضه بالقوة، رغم أن المؤشرات تؤكد فشله في كسب التأييد الشعبي أو الإقليمي".
وأكد أن "الجيش لا يستطيع تنفيذ هذا المشروع، كما أن الحركة الإسلامية غير قادرة على استثماره سياسيًا، لذلك يتم الدفع نحو حرب بلا أفق ولا نهاية واضحة".
الكارثة الإنسانية تتفاقم
وتأتي هذه التطورات في وقت وصفت فيه منظمة الصحة العالمية الوضع في
السودان
بأنه "كارثي"، خاصة في مدينة
الفاشر
التي انهار فيها آخر مستشفى يعمل، ما جعل آلاف المرضى بلا رعاية طبية. وتقول منظمات الإغاثة إن ملايين السودانيين يعيشون في مناطق محاصرة لا تصلها المساعدات بسبب تصاعد القتال.
"لا إعمار دون وقف الحرب"
وحذر فضل الله من أن أي حديث عن إعادة الإعمار أو معالجة الكوارث الإنسانية "يبدأ أولاً بوقف الحرب نفسها"، مضيفًا أن "استمرار القتال دمّر البنية التحتية والخدمات الأساسية، وأضعف الاقتصاد، وعمّق الانقسامات الاجتماعية".
وختم قائلاً إن "إنهاء الحرب يتطلب انسحاب الوجوه التي قادت الصراع، وفتح صفحة جديدة بين السودانيين قائمة على الحكم المدني والديمقراطية والعدالة الانتقالية".
وبين دعوات الهدنة وتشبّث الأطراف بالسلاح، يظلّ السودان غارقًا في واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية والسياسية، بينما تتآكل فرص السلام يوماً بعد آخر.
اخبار التغيير برس
">
وفي حوار خاص مع "سكاي نيوز عربية"، كشف رئيس تحرير مجلة أفق جديد عثمان فضل الله الأسباب التي تدفع
الجيش السوداني
إلى رفض الهدنة والاستمرار في القتال رغم الكلفة الإنسانية الفادحة، معتبرًا أن “هناك ثلاثة عوامل رئيسية وراء ذلك القرار”.
السودان.. هدنة معلقة
الفساد والمزايدات السياسية
وقال فضل الله إن "
العامل الأول
هو الفساد المستشري داخل المؤسسة العسكرية أو في محيطها"، مشيرًا إلى أن "العديد من التقارير تحدثت عن فساد في مناطق يسيطر عليها الجيش، مثل
بورتسودان
، وهو ما أدى إلى حالة من التذمر داخل صفوف العسكريين أنفسهم".
أما
العامل الثاني
، وفق فضل الله، فهو "المزايدات بين قيادات الجيش، خصوصًا داخل مجلس السيادة، حيث تحاول كل مجموعة الظهور بمظهر الأكثر صلابة في مواجهة الدعم السريع".
واستشهد بحادثة توقيع الفريق شمس الدين كباشي اتفاقًا أوليًا لوقف الحرب في البحرين، قائلاً إن "الاتفاق تم بموافقة القيادة العامة، لكن عندما تسرّب، واجه كباشي حملة تخوين، وامتنعت المؤسسة العسكرية عن الدفاع عنه، في مؤشر على عمق الانقسام داخلها".
مشروع سياسي يقف وراء الحرب
أما العامل الثالث والأكثر أهمية، بحسب فضل الله، فهو أن "الحرب ذات مشروع سياسي، هدفها عودة النظام البائد وإعادة الإسلاميين إلى السلطة".
وأضاف: "هذا المشروع مرفوض شعبيًا، لذلك يسعى الداعمون له إلى إطالة أمد الحرب على أمل فرضه بالقوة، رغم أن المؤشرات تؤكد فشله في كسب التأييد الشعبي أو الإقليمي".
وأكد أن "الجيش لا يستطيع تنفيذ هذا المشروع، كما أن الحركة الإسلامية غير قادرة على استثماره سياسيًا، لذلك يتم الدفع نحو حرب بلا أفق ولا نهاية واضحة".
قوات الدعم السريع توافق على مقترح الهدنة الإنسانية
الكارثة الإنسانية تتفاقم
وتأتي هذه التطورات في وقت وصفت فيه منظمة الصحة العالمية الوضع في
السودان
بأنه "كارثي"، خاصة في مدينة
الفاشر
التي انهار فيها آخر مستشفى يعمل، ما جعل آلاف المرضى بلا رعاية طبية. وتقول منظمات الإغاثة إن ملايين السودانيين يعيشون في مناطق محاصرة لا تصلها المساعدات بسبب تصاعد القتال.
"لا إعمار دون وقف الحرب"
وحذر فضل الله من أن أي حديث عن إعادة الإعمار أو معالجة الكوارث الإنسانية "يبدأ أولاً بوقف الحرب نفسها"، مضيفًا أن "استمرار القتال دمّر البنية التحتية والخدمات الأساسية، وأضعف الاقتصاد، وعمّق الانقسامات الاجتماعية".
وختم قائلاً إن "إنهاء الحرب يتطلب انسحاب الوجوه التي قادت الصراع، وفتح صفحة جديدة بين السودانيين قائمة على الحكم المدني والديمقراطية والعدالة الانتقالية".
وبين دعوات الهدنة وتشبّث الأطراف بالسلاح، يظلّ السودان غارقًا في واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية والسياسية، بينما تتآكل فرص السلام يوماً بعد آخر.
أكثر من 20 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات صحية عاجلة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news