تستمر مليشيا الحوثي الإرهابية في توظيف الملف الإنساني كورقة ابتزاز سياسي ومالي، متخذة من معاناة اليمنيين وسيلة لجني الدعم والتمويل، فيما تواصل في الوقت ذاته قمع المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.
ففي الوقت الذي تتظاهر فيه المليشيا بالحرص على الوضع الإنساني وتذرف دموعاً زائفة على قرارات بعض وكالات الأمم المتحدة بتقليص أو تجميد أنشطتها، تمارس على الأرض أبشع أشكال الابتزاز بحق تلك المنظمات. فقد اقتحمت مقراتها، واحتجزت موظفيها داخل مجمعات سكنية، ونهبت سياراتها وتجهيزاتها، ووجهت للعاملين فيها تهماً باطلة بالتجسس، وتستعد لإحالة أكثر من ستين موظفاً أممياً إلى محاكمات صورية، في رسالة تهديد واضحة لكل من يحاول العمل خارج هيمنتها.
ويكشف هذا السلوك الممنهج كيف حولت المليشيا الأزمة الإنسانية إلى مشروع استثماري خاص بها، تساوم به المجتمع الدولي للحصول على الأموال والمساعدات التي تذهب في النهاية لتمويل حربها وتعزيز قبضتها الأمنية، بينما يعيش ملايين اليمنيين في مناطقها تحت الجوع والحرمان وانعدام الخدمات.
ويؤكد مراقبون أن تصاعد الابتزاز الحوثي للمنظمات الإنسانية هو السبب الرئيسي وراء تراجع أنشطتها في مناطق سيطرة المليشيا، نتيجة لانعدام الأمان واستحالة تنفيذ البرامج في بيئة تقوم على الترهيب والنهب والتهديد المستمر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news