يمن إيكو|متابعات:
كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية، هذا الأسبوع، أن السعودية بدأت تقليص وإيقاف العديد من المشاريع العملاقة لرؤية محمد بن سلمان (2030) بما في ذلك مشروع “ذا لاين”، بسبب التكاليف العالية جداً والتي لا تنسجم مع أسعار النفط المنخفضة.
وفي تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، قالت الصحيفة إن “القادة السعوديين لطالما روجوا لمشروع “ذا لاين”- وهو عبارة عن مدينة خطية يبلغ ارتفاعها 1600 قدم وتمتد لمسافة 100 ميل في الداخل من منتجع نيوم الجديد على البحر الأحمر- باعتباره جوهرة التحول الاقتصادي في المملكة… ولكن الآن يبدو أن الأولويات تغيرت”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي تحدث في منتدى استثماري كبير بالرياض، الأسبوع الماضي، قوله: “لقد أنفقنا أكثر من اللازم. كنا نندفع بسرعة 160 كيلومتراً في الساعة، ونحن الآن نعاني من عجز في الميزانية.. علينا إعادة ترتيب أولوياتنا”.
ووفقاً للصحيفة فإن “الرياض تعمل خلف الكواليس على وقف تنفيذ استراتيجية (رؤية 2030) التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط وتحويله إلى مركز للسياحة والتكنولوجيا والأحداث الرياضية، وذلك بعد سنوات من إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الاستثمار في ما يسمى بالمشاريع العملاقة، مثل (ذا لاين)، الذي كان محورياً في التحول ولكن تم تقليصه الآن إلى بضعة أميال فقط”.
وقالت الصحيفة إن “مسؤولين سعوديين أكدوا أن منتجع (تروجينا) الجبلي القريب، والمقرر أن يستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام ٢٠٢٩ باستخدام ثلوج صناعية من مياه بحيرة اصطناعية، لن يكون جاهزاً أيضاً في الوقت المحدد”.
ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إن المشروع: “سيتأخر ثلاث أو أربع سنوات، ومن المرجح أن يكون جاهزاً بحلول عام ٢٠٣٢، أي قبل موعد دورة ألعاب ٢٠٣٣”، مشيرة إلى أن “كوريا الجنوبية تستعد الآن لاستضافة دورة ألعاب ٢٠٢٩”.
وبالمثل فإن مشروع “المربع الجديد” وهو مشروع عملاق لمدينة في الرياض بتكلفة 50 مليار دولار، من المقرر أن يضم 300 ألف نسمه، لن يكون جاهزاً في موعده المحدد، حيث نقلت الصحيفة عن مايكل دايك الرئيس التنفيذ للمشروع، قوله إن “تاريخ اكتمال المشروع هو 2040 وقد يتم تأجيله أكثر”.
وأضاف: “لقد اتخذنا قراراً بالتباطؤ قبل الإسراع”، معتبراً أن “أسوأ ما في الأمر هو إشعال ضجة إعلامية كبيرة ثم اكتشاف أن المشروع لا يستند إلى أي أساس”.
وقالت الصحيفة إن “هذا هو أيضاً مصير مشروع (سندالة)، وهو منتجع جزيرة في البحر الأحمر بقيمة مليار دولار، كان من المقرر أن يضم مرسىً مصمماً لاستضافة أكبر اليخوت الفاخرة في العالم، وقد أغلقه محمد بن سلمان، بعد وقت قصير من حفل افتتاحه الشاطئي المميز، العام الماضي”.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين السعوديين قوله إن “الأمير استشاط غضباً من عيوب التصميم والإنفاق المبذر، لا سيما قرار استخدام جلد تمساح نادر وباهظ الثمن في ديكور أحد المباني”.
ونقلت الصحيفة عن وزراء سعوديين قولهم إن “مشاريع أخرى تواجه تقليصات”.
وقال جيري إنزيريلو، وهو مسؤول تنفيذي أمريكي ومستشار رئيسي لولي العهد، إن “المملكة تجري تصحيحاً للمسار لأنها تشعر بالضائقة المالية”، حسب ما نقلت الصحيفة.
وأوضح التقرير أن “رؤية 2030 استندت إلى سعر نفط يبلغ حوالي 100 دولار للبرميل، لكنه الآن في حدود 60 دولاراً، ولم يصل إلى الحد اللازم منذ عام 2022، ويُشكل النفط حوالي نصف الاقتصاد”.
وقال إنزيريلو، الذي يقود مشروع مدينة الدرعية داخل مدينة الرياض، والذي تبلغ تكلفته 63 مليار دولار، والمتوقع اكتماله بحلول عام 2030 إن انخفاض أسعار النفط “يُفرض على المملكة أن تكون أكثر تحفظاً”.
ونقلت الصحيفة عن وزير الاقتصاد السعودي، فيصل الإبراهيم، قوله: “نحن نعيد ترتيب أولوياتنا قليلاً نحو القطاعات التي تحتاج إليها أكثر، واليوم تأتي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المنتقدين يرون أن التغييرات في رؤية 2030 تُظهر أن السعودية قد حمّلت نفسها فوق طاقتها”.
ولفتت إلى أن الحكومة السعودية ضاعفت توقعاتها لعجز الموازنة لهذا العام بأكثر من الضعف لتصل إلى حوالي 65 مليار دولار، وأن الوزراء السعوديين يجرون محادثات لجمع عشرات المليارات من الدولارات عبر صفقات قروض لتمويل الإنفاق العام.
ونقلت عن وزير الاستثمار، خالد الفالح، قوله إن “المشاريع العملاقة تستنزف موارد الحكومة بشكل كبير”.
وذكر التقرير أن صندوق الثروة السيادية السعودي خفض استثماراته في المشاريع العملاقة خلال العام الماضي بنسبة 12.4%، مقارنة بالعام الذي قبله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “عند إطلاق مشروع (ذا لاين) كان المسؤولون يأملون أن تستوعب ناطحات السحاب المكسوة بالمرايا ١.٥ مليون نسمة، لكن هذه التوقعات انخفضت إلى حوالي ٣٠٠ ألف نسمة”.
ونقل التقرير عن رجل أعمال سعودي قوله: “إن نقطة ضعفنا كانت تتمثل في المبالغة والبهرجة.. أسميها داء دبي”.
وأضاف أن “الضجيج الإعلامي- والفشل في الوفاء به في حالة (ذا لاين)- قد صرف الانتباه عن القضايا الرئيسية، والتي لها تأثير أكبر بكثير على سوق العمل والنمو الاقتصادي مقارنة بالمشاريع العقارية الضخمة”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديون قولهم إن يتوقعون “استمرار سياسة التقشف حتى يتعافى سعر النفط”.
وقال أحدهم: “نحتاج إلى عامين أو ثلاثة أعوام أخرى من ارتفاع أسعار النفط لسداد ديوننا”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news