مشروع تفكيك تعز.. مطار المخا يفتح الباب أمام ثلاثة سيناريوهات مصيرية

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 292 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مشروع تفكيك تعز.. مطار المخا يفتح الباب أمام ثلاثة سيناريوهات مصيرية

الجنوب اليمني: خاص

بينما تتسارع التحولات العسكرية والسياسية في اليمن، يبرز افتتاح مطار المخا الدولي كمنعطف حاسم في مسار الصراع، لا مجرد منشأة لوجستية عابرة. فالمطار الذي رُوِّج له إعلامياً كـ”شريان حياة” للمواطنين، يتحول في الواقع إلى أداة ضغط استراتيجية في أطراف متعددة، تكرس واقعاً جديداً تم إعداده بعناية لتمزيق ما تبقى من هيبة الدولة اليمنية.

 

مطار المخا.. بين شعارات التنمية وآليات الهيمنة

 

تتكشف الخيوط الخفية وراء هذا المشروع حين ننظر إليه ضمن سياق أوسع؛ فتحت شعارات التنمية وإغاثة اليمنيين، تختفي إستراتيجية الإمارات لترسيخ سيطرتها على الساحل الغربي الحيوي. وقد تجلّى ذلك بوضوح من خلال تحويل المخا إلى منطقة مغلقة تحت سيطرة ميليشيات “طارق صالح”، مما يمثل تعزيزاً للقبضة الحديدية على الموانئ من باب المندب إلى المخا. وهكذا يصبح إنشاء منفذ جوي خارج سيطرة الحكومة الشرعية خطوة محسوبة لخلق واقع جديد، يفضي إلى تقويض سيادة الدولة.

 

لعبة إماراتية من الشراكة إلى الوصاية

 

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي خضم التنافس الدولي على أمن البحر الأحمر، تسارع أبوظبي لتحويل المخا إلى قاعدة متقدمة لمشاريعها التوسعية. وتتمدد هذه الإستراتيجية عبر دعم تشكيل تحالفات عسكرية مثل “القوات المشتركة”، والإشراف على إعادة توزيع القوات، وتوسيع القواعد العسكرية والاستخباراتية. وتكشف تقارير استخبارية عديدة عن تعاون خفي بين أبوظبي وأجهزة مخابرات غربية وإسرائيلية، في ترتيبات أمنية تخدم مصالح تلك الدول على حساب اليمنيين.

 

مسرحية طارق صالح.. من المخا إلى دبي ثم البرازيل!

 

لعلّ أبلغ دليل على هذه السياسة الجديدة يتمثل في الرحلة المحسوبة بدقة التي قام بها طارق صالح من مطار المخا إلى دبي، ثم إلى قمة المناخ في البرازيل. فهذه الرحلة لم تكن صدفة، أكثر من كونها مؤشرات تعكس خريطة النفوذ الجديدة التي تتحكم فيها الإمارات. فقد شملت الرحلة لقاءات مكثفة في دبي مع سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومسؤولين أمميين، ركزت على ملفات “مكافحة الإرهاب” والتهريب، في محاولة لترسيخ صورة “الميليشيا المنضبطة” التي تخدم الأجندة الغربية في المنطقة.

 

 

وصاية إماراتية وهيمنة شاملة

 

لم يعد دور الإمارات في اليمن مقتصراً على المساعدات الإنسانية، بل تحول إلى وصاية شاملة تتحكم في القرار العسكري والسياسي والاقتصادي. فهي تبنى هياكل عسكرية موازية، وتدير الشؤون المالية، وتعيّن القيادات المحلية، وتوجه مشاريع البنية التحتية لخدمة مصالحها. وتمتد هذه السيطرة إلى الملفات الإنسانية والتعليمية والصحية، مما يخلق “دولة داخل الدولة” ويقوض سيادة الحكومة اليمنية بشكل كامل.

 

تعز.. ساحة تمزق وضياع

وفي خضم هذه التطورات، تشهد تعز حالة معقدة من الاحتقان السياسي والاجتماعي، حيث خرجت مديريات الساحل الغربي فعلياً عن سيطرة المدينة، بينما تعيش الأخيرة حالة إنهاك بسبب فشل الطبقة السياسية وعجزها عن معالجة الأزمات نتيجة وقوفها وحيدة بلا دعم مادي وسياسي يمكنها من مواجهة موجات خطاب إعلامي مدعوم إماراتيا يتسم بالتحريض والشيطنة لتجريدها من كل مصادر قوتها المتمثلة بحاضنتها الشعبية تمهيدا لتصفيتها. وأدى هذا الوضع إلى بروز حالة جماهيرية من التيه والاحباط وعدم الثقة، لا في النظام القديم ولا في المشاريع الجديدة ذات الأجندة الخارجية الواضحة.

 

ثلاثة سيناريوهات لمستقبل تعز

وفي ضوء هذه المعطيات، تبرز ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل تعز:

 

السيناريو الأول: فصل الساحل عن تعز

تشير كل المعطيات إلى تحضير مديريات الساحل الغربي للانفصال عن مركز المحافظة.ويتم ذلك عبر بناء نظام إدارة منفصل، وإصلاحات بنية تحتية بدعم إماراتي مباشر، وتهميش متعمد للقيادات التقليدية، وترويج لخطاب إعلامي جديد يبرر هذا الفصل.

 

السيناريو الثاني: إسقاط السلطة المحلية

يتزامن ذلك مع حملة ممنهجة لإسقاط السلطة المحلية في تعز،عبر استغلال تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وحملات إعلامية لتشويه صورة الأحزاب التقليدية، تمهيداً لفرض بدائل جديدة موالية للإمارات.

 

السيناريو الثالث: استمرار الأزمة أو تدخل خارجي

يراهن هذا المسار على أحد احتمالين:إما استمرار الوضع الراهن من عدم الاستقرار والتنافس الخفي بين المشاريع المختلفة، أو حدوث تغيير إقليمي أو دولي كبير قد يعيد ترتيب الأوراق. فقد تؤدي مفاوضات سلام جديدة، أو تغيير في سياسة الولايات المتحدة أو دول أوروبية تجاه اليمن، أو حتى صفقة إقليمية تشمل إيران والإمارات وإسرائيل، إلى إعادة رسم التحالفات. في هذه الحالة، قد تفقد الإمارات جزءاً من نفوذها، أو تُفرض تسوية تعيد تعز إلى الدولة المركزية، مجبرة جميع الأطراف بما فيهم طارق صالح على القبول بمعادلة جديدة.

 

لحظة تحول مصيرية

بينما تدق طبول التغيير في أرجاء اليمن، يمثل افتتاح مطار المخا وتحريكات طارق صالح بداية تحول جذري في البنية السياسية والأمنية للبلاد. فتعز التي ظلت لسنوات قلب اليمن النابض، تواجه اليوم مصيراً غامضاً بين سيناريوهات التمزق والتبعية. هذه اللحظة التاريخية التي تتحول فيها المطارات والموانئ إلى أدوات لتمزيق النسيج الوطني، لم تعد شأناً محلياً، بل أصبحت رهينة في صراع إقليمي ودولي أوسع، تتحرك فيه الإمارات وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وفق مصالحها المتقاطعة، تاركة الشعب اليمني عند مفترق طرق، يواجه مصيراً مجهولاً ووطناً يتفكك بين أنياب القوى المتصارعة.

 

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

وصول طائرة عسكرية إلى مطار عدن قادمة من دولة

نيوز لاين | 1544 قراءة 

اللواء سلطان العرادة يكسر الصمت ويعلن أول تحرك عسكري بعد سيطرة الانتقالي على حضرموت

نيوز لاين | 1490 قراءة 

المقاومة الوطنية تعزز حضورها البرلماني بانضمام نواب جدد إلى كتلتها – الأسماء

حشد نت | 1327 قراءة 

المجلس الإنتقالي يكشف عن وضع مأرب وتعز في ظل تحركاته الأخيرة لاستكمال السيطرة على الجنوب

نافذة اليمن | 1205 قراءة 

معارك ضارية تسفر عن سقوط ضحايا من قوات الشرعية

كريتر سكاي | 1097 قراءة 

الغارديان: انسحاب سعودي من عدن وضغوط دولية على الزبيدي… الجنوب على حافة إعلان الانفصال

يني يمن | 1095 قراءة 

عاجل | تطورات سياسية ومواقف غير مسبوقة في الرياض بشأن أحداث حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 1045 قراءة 

مستشار العليمي يكشف عن سقوط وشيك للشرعية وإعلان الاستقلال في الجنوب

صوت العاصمة | 994 قراءة 

باحث سياسي يكشف: اتفاق سري لطرد مليشيا الحوثي من صنعاء مقابل تقرير مصير الجنوب.

المشهد اليمني | 841 قراءة 

رشاد العليمي: مجلس القيادة لن يوفر الغطاء السياسي لأي إجراءات أحادية وندعو لموقف دولي موحّد

بران برس | 841 قراءة