مشروع تفكيك تعز.. مطار المخا يفتح الباب أمام ثلاثة سيناريوهات مصيرية

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 186 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مشروع تفكيك تعز.. مطار المخا يفتح الباب أمام ثلاثة سيناريوهات مصيرية

الجنوب اليمني: خاص

بينما تتسارع التحولات العسكرية والسياسية في اليمن، يبرز افتتاح مطار المخا الدولي كمنعطف حاسم في مسار الصراع، لا مجرد منشأة لوجستية عابرة. فالمطار الذي رُوِّج له إعلامياً كـ”شريان حياة” للمواطنين، يتحول في الواقع إلى أداة ضغط استراتيجية في أطراف متعددة، تكرس واقعاً جديداً تم إعداده بعناية لتمزيق ما تبقى من هيبة الدولة اليمنية.

 

مطار المخا.. بين شعارات التنمية وآليات الهيمنة

 

تتكشف الخيوط الخفية وراء هذا المشروع حين ننظر إليه ضمن سياق أوسع؛ فتحت شعارات التنمية وإغاثة اليمنيين، تختفي إستراتيجية الإمارات لترسيخ سيطرتها على الساحل الغربي الحيوي. وقد تجلّى ذلك بوضوح من خلال تحويل المخا إلى منطقة مغلقة تحت سيطرة ميليشيات “طارق صالح”، مما يمثل تعزيزاً للقبضة الحديدية على الموانئ من باب المندب إلى المخا. وهكذا يصبح إنشاء منفذ جوي خارج سيطرة الحكومة الشرعية خطوة محسوبة لخلق واقع جديد، يفضي إلى تقويض سيادة الدولة.

 

لعبة إماراتية من الشراكة إلى الوصاية

 

لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففي خضم التنافس الدولي على أمن البحر الأحمر، تسارع أبوظبي لتحويل المخا إلى قاعدة متقدمة لمشاريعها التوسعية. وتتمدد هذه الإستراتيجية عبر دعم تشكيل تحالفات عسكرية مثل “القوات المشتركة”، والإشراف على إعادة توزيع القوات، وتوسيع القواعد العسكرية والاستخباراتية. وتكشف تقارير استخبارية عديدة عن تعاون خفي بين أبوظبي وأجهزة مخابرات غربية وإسرائيلية، في ترتيبات أمنية تخدم مصالح تلك الدول على حساب اليمنيين.

 

مسرحية طارق صالح.. من المخا إلى دبي ثم البرازيل!

 

لعلّ أبلغ دليل على هذه السياسة الجديدة يتمثل في الرحلة المحسوبة بدقة التي قام بها طارق صالح من مطار المخا إلى دبي، ثم إلى قمة المناخ في البرازيل. فهذه الرحلة لم تكن صدفة، أكثر من كونها مؤشرات تعكس خريطة النفوذ الجديدة التي تتحكم فيها الإمارات. فقد شملت الرحلة لقاءات مكثفة في دبي مع سفراء أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومسؤولين أمميين، ركزت على ملفات “مكافحة الإرهاب” والتهريب، في محاولة لترسيخ صورة “الميليشيا المنضبطة” التي تخدم الأجندة الغربية في المنطقة.

 

 

وصاية إماراتية وهيمنة شاملة

 

لم يعد دور الإمارات في اليمن مقتصراً على المساعدات الإنسانية، بل تحول إلى وصاية شاملة تتحكم في القرار العسكري والسياسي والاقتصادي. فهي تبنى هياكل عسكرية موازية، وتدير الشؤون المالية، وتعيّن القيادات المحلية، وتوجه مشاريع البنية التحتية لخدمة مصالحها. وتمتد هذه السيطرة إلى الملفات الإنسانية والتعليمية والصحية، مما يخلق “دولة داخل الدولة” ويقوض سيادة الحكومة اليمنية بشكل كامل.

 

تعز.. ساحة تمزق وضياع

وفي خضم هذه التطورات، تشهد تعز حالة معقدة من الاحتقان السياسي والاجتماعي، حيث خرجت مديريات الساحل الغربي فعلياً عن سيطرة المدينة، بينما تعيش الأخيرة حالة إنهاك بسبب فشل الطبقة السياسية وعجزها عن معالجة الأزمات نتيجة وقوفها وحيدة بلا دعم مادي وسياسي يمكنها من مواجهة موجات خطاب إعلامي مدعوم إماراتيا يتسم بالتحريض والشيطنة لتجريدها من كل مصادر قوتها المتمثلة بحاضنتها الشعبية تمهيدا لتصفيتها. وأدى هذا الوضع إلى بروز حالة جماهيرية من التيه والاحباط وعدم الثقة، لا في النظام القديم ولا في المشاريع الجديدة ذات الأجندة الخارجية الواضحة.

 

ثلاثة سيناريوهات لمستقبل تعز

وفي ضوء هذه المعطيات، تبرز ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل تعز:

 

السيناريو الأول: فصل الساحل عن تعز

تشير كل المعطيات إلى تحضير مديريات الساحل الغربي للانفصال عن مركز المحافظة.ويتم ذلك عبر بناء نظام إدارة منفصل، وإصلاحات بنية تحتية بدعم إماراتي مباشر، وتهميش متعمد للقيادات التقليدية، وترويج لخطاب إعلامي جديد يبرر هذا الفصل.

 

السيناريو الثاني: إسقاط السلطة المحلية

يتزامن ذلك مع حملة ممنهجة لإسقاط السلطة المحلية في تعز،عبر استغلال تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وحملات إعلامية لتشويه صورة الأحزاب التقليدية، تمهيداً لفرض بدائل جديدة موالية للإمارات.

 

السيناريو الثالث: استمرار الأزمة أو تدخل خارجي

يراهن هذا المسار على أحد احتمالين:إما استمرار الوضع الراهن من عدم الاستقرار والتنافس الخفي بين المشاريع المختلفة، أو حدوث تغيير إقليمي أو دولي كبير قد يعيد ترتيب الأوراق. فقد تؤدي مفاوضات سلام جديدة، أو تغيير في سياسة الولايات المتحدة أو دول أوروبية تجاه اليمن، أو حتى صفقة إقليمية تشمل إيران والإمارات وإسرائيل، إلى إعادة رسم التحالفات. في هذه الحالة، قد تفقد الإمارات جزءاً من نفوذها، أو تُفرض تسوية تعيد تعز إلى الدولة المركزية، مجبرة جميع الأطراف بما فيهم طارق صالح على القبول بمعادلة جديدة.

 

لحظة تحول مصيرية

بينما تدق طبول التغيير في أرجاء اليمن، يمثل افتتاح مطار المخا وتحريكات طارق صالح بداية تحول جذري في البنية السياسية والأمنية للبلاد. فتعز التي ظلت لسنوات قلب اليمن النابض، تواجه اليوم مصيراً غامضاً بين سيناريوهات التمزق والتبعية. هذه اللحظة التاريخية التي تتحول فيها المطارات والموانئ إلى أدوات لتمزيق النسيج الوطني، لم تعد شأناً محلياً، بل أصبحت رهينة في صراع إقليمي ودولي أوسع، تتحرك فيه الإمارات وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وفق مصالحها المتقاطعة، تاركة الشعب اليمني عند مفترق طرق، يواجه مصيراً مجهولاً ووطناً يتفكك بين أنياب القوى المتصارعة.

 

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أربعة محافظين يرفضون الإقالة .. ورئيس الحكومة يعطي مهلة 72 ساعة لبدء إجراءات إقالتهم

العاصفة نيوز | 1185 قراءة 

بالفيديو.. اول تعليق للمعتمر المصري في حادثة الحرم المكي

موقع الأول | 452 قراءة 

حاكم نيويورك الجديد يخاطب اليمنيين

العربي نيوز | 433 قراءة 

  هاني بن بريك يدافع عن وزير الخارجية شايع الزنداني ويثير انقساماً داخل صفوف أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي

مأرب برس | 428 قراءة 

فيديو | القيادي في الحراك الجنوبي “شفيع العبد” لـ“بران برس”: الانتقالي صمم خارج الحدود لابتزاز الشرعية والسعودية ولا يمثل الجنوبيين

بران برس | 399 قراءة 

” هاني بن بريك” يخرج عن صمته ويفاجئ الوزير الزنداني برد حاسم

المشهد اليمني | 387 قراءة 

الحكومة تغلق حسابات بنكية (قرار)

العربي نيوز | 383 قراءة 

اسرائيل تقصف عاصمة عربية وتبرر هذا الأمر!

عدن تايم | 381 قراءة 

خفايا مثيرة للقاء طارق عفاش والشرع

العربي نيوز | 345 قراءة 

شاهد ماذا فعل رجل أمن سعودي مع معتمر يمني وأثار تعليقا رسميا وموجة تفاعل كبيرة (فيديو)

المشهد اليمني | 298 قراءة