بشرى العامري:
يُعد هذا المثل الشعبي اليمني، من الأمثال التي تكشف بذكاء وسخرية ازدواجية المعايير في المجتمع.
فهو يصف حال من يُعظّم حقوقه ويطالب بها بإصرار، لكنه يستهين بحقوق الآخرين وكأنها أمر تافه لا يستحق الاهتمام.
ويعكس المثل فلسفة اجتماعية عميقة تعبّر عن ظاهرة إنسانية تتكرر في مختلف الأزمنة والمجتمعات، وهي تعظيم الذات والاستهانة بالآخرين.
والمثل يقارن بين “الحق” و”المرق”، حيث يرمز المرق إلى شيء بسيط وسهل التحضير، ليشير مجازا إلى الاستخفاف بحقوق الغير مقابل التمسك الشديد بالحقوق الشخصية.
وهذا القول الشعبي يعكس نقدا للأنانية والمحاباة في التعامل مع القضايا العامة، إذ يُبرز كيف يختل ميزان العدالة عندما يصبح المعيار هو المصلحة لا المبدأ.
ويعبر عن أنانية مقيتة تتغلغل في بعض النفوس، إذ يصبح الإنسان شديد الحساسية تجاه ما يمس مصالحه، بينما يغض الطرف عن مظالم غيره. فيرى أن من حقه أن يُنصف، وأن تُسمع شكواه، وأن يُعاد إليه حقه، لكنه في المقابل يتجاهل أو يبرر انتهاك حقوق الآخرين.
وحكمة المثل أن الحق لا يتجزأ، وأن من يريد إنصاف نفسه عليه أن ينصف غيره أيضا، لأن العدالة لا تقوم على الكيل بمكيالين.
فـ”حقكم حق وحق الناس مرق” ليس مجرد مثل عابر، بل صرخة ضد الظلم والتناقض الإنساني، وتذكير بأن احترام حقوق الآخرين هو السبيل الأضمن لصون حقوقنا جميعا.
  
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news