الشاعر عبدالرحمن الحدي.. أحد شعراء يافع العظماء
قبل 3 دقيقة
في زمنٍ تتعدد فيه الأصوات وتكثر فيه الضوضاء، يظل صوت الشعر الصادق هو الأجمل والأبقى، لأنه نابع من وجدان الإنسان وعمق انتمائه إلى الأرض والهوية. وفي هذا السياق، يبرز اسم الشاعر والإعلامي عبدالرحمن الحدي كأحد أبرز الأصوات الشعرية التي أنجبتها يافع، تلك المنطقة التي طالما كانت منبعًا للفكر، ومصدرًا للكلمة الحرة، وقلعةً من قلاع الإبداع في جنوب اليمن.
لقد شهدنا في الآونة الأخيرة حملةً إعلاميةً مغرضة ومشبوهة تستهدف نخبةً من شعراء الجنوب المبدعين، في محاولةٍ للنيل من حضورهم وكسر أقلامهم. ولم يسلم من تلك الحملة الشاعر الكبير عبدالرحمن الحدي، الذي عرفه الناس بشعره المتزن وصوته الهادر بالحكمة والحق، وبكلماته التي تمزج بين الأصالة والجرأة، وبين عمق الإحساس ونبل الرسالة.
إن ما تتعرض له هذه القامة الشعرية من تحريفٍ وتزييفٍ للحقيقة لا يعدو كونه فعلًا بائسًا من بعض ضعاف النفوس الذين ضاقت بهم مساحة الإبداع، فعمدوا إلى تشويه مناراته. غير أن عبدالرحمن الحدي يظل ثابتًا في مواقفه، صادقًا في مشاعره، مؤمنًا بأن الكلمة الحرة لا تموت، وأن الشاعر الحق لا يُقاس بضجيج المهاجمين، بل بأثر كلماته في وجدان الناس.
لقد تابعتُ بعض لقاءاته ومشاركاته الشعرية التي بثّتها القنوات الفضائية، فوجدتُ فيها صدق العاطفة، وقوة المعنى، وعمق التجربة الإنسانية. فهو لا يكتب الشعر للتسلية أو بحثًا عن شهرة، بل يعيشه وجدانًا، ويحمله رسالةً يدافع بها عن الإنسان والأرض والكرامة.
وحين التقيتُ بعددٍ من الشعراء الشعبيين وتحدثنا عنه، أجمعوا على أنه شاعرٌ موهوب بالفطرة، متمكنٌ من الوزن واللحن والإلقاء، يجمع بين الأصالة اليافعية والإبداع المعاصر، ويتمتع بحضورٍ قوي لا يملكه إلا الكبار من الشعراء.
يافع – كما يعرفها الجميع – مدرسةٌ خالدة في الشعر والبلاغة، أنجبت عمالقة تركوا بصماتهم في ذاكرة الجنوب، وها هو عبدالرحمن الحدي يواصل هذا الإرث الأصيل، محافظًا على روح الشعر العربي الجميل، ومضيفًا إليه نكهةً معاصرة تمزج بين الحس الوطني والإنساني.
ومن هذا المنبر، أعلن تضامني الكامل مع الشاعر عبدالرحمن الحدي، وأقول له بثقة:
استمرّ، ولا تلتفت إلى أصوات الحقد والافتراء، فالشجرة المثمرة وحدها تُرمى بالحجارة. لقد جمعتَ بين موهبة الشعر واحتراف الإعلام، فكنتَ بحق سفيرًا للكلمة الحرة، وصوتًا للمحافظات الجنوبية النبيلة التي تعتز بأبنائها الأوفياء.
إن التاريخ لا يُكتب بالضجيج ولا بالتشويه، بل يخلّد من يكتبون بالكلمة الصادقة، وعبدالرحمن الحدي واحدٌ من أولئك الذين سيبقى شعرهم شاهدًا خالدًا على زمن الإبداع في يافع واليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news