 
تعيش سهول تهامة هذه الأيام واحدة من أجمل فترات العام، مع حلول موسم “المورق” الذي بدأ في التاسع والعشرين من أكتوبر ويستمر حتى السابع عشر من نوفمبر، حاملاً معه ملامح الحياة وتجدد الخصب بعد أسابيع من الجفاف وحرارة “المحرق”.
ويُعد “المورق” من المواسم المناخية التي ينتظرها المزارعون بشغف كبير، إذ تبدأ خلاله الأشجار بارتداء ثوبها الأخضر مجددًا، وتُورق الأرض بما تبقى من رطوبة الأمطار الموسمية، إيذانًا بانطلاق موسم زراعي واعد.
وتشهد مناطق وادي زبيد وباجل واللحية وبيت الفقيه هذه الأيام نشاطًا ملحوظًا في الحقول، حيث يستأنف المزارعون أعمالهم في حراثة الأراضي وزراعة الحبوب والخضروات بأنواعها، مستبشرين بموسم خصب يعيد الحياة إلى سهول تهامة التي طالها الجفاف في الأشهر الماضية.
ويقول المزارع أحمد الهتاري من مديرية التحيتا: إن” موسم المورق بالنسبة لنا هو موسم الأمل، فالأرض تبدأ تتنفس من جديد، والأشجار تورق، والنسيم يصبح ألطف، وكل شيء يوحي بأن الخير قادم”.
ويرتبط هذا الموسم أيضًا بطلوع النجم السابع من مجموعة الدب الأكبر فجراً، وبدء موسم الوسمي وظهور الثريا عشاءً، وهي علامات فلكية يعرفها أهل تهامة جيدًا وتُعد مؤشرات على اعتدال المناخ وتهيؤ الأرض للزراعة.
ويؤكد المزارعون أن جميع المزروعات تنجح في هذا الموسم تقريبًا – باستثناء الجلجلان – ما يجعل “المورق” من أهم فترات النشاط الزراعي في تهامة، ومؤشرًا متفائلًا على موسم حصاد وفير يعيد البهجة إلى المزارعين بعد صيف قاسٍ.
وفي ظل هذه الأجواء الجميلة، تبدو تهامة وكأنها تستعيد أنفاسها، مزدانة بظلال الأشجار ومروج الأمل، ترسل رسائلها الخضراء بأن الأرض – مهما احترقت بحرارة الصيف – قادرة على أن تورق من جديد.
   تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news
  تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية  عبر  Google news