أفادت مصادر مطلعة، بأن المجلس الانتقالي الجنوبي وافق على البدء بالانسحاب من مدن سيئون والمهرة والمكلا، وذلك تحت إشراف وساطة سلطنة عُمان الشقيقة، في إطار الجهود المبذولة لاحتواء التوترات ومنع التصعيد العسكري.
وأوضحت المصادر أن عملية الانسحاب بدأت فعليًا في بعض المواقع، غير أن عدداً من الألوية لا يزال يرفض تنفيذ الانسحاب، رغم التوجيهات الصادرة من نائب رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي.
وذكرت المصادر أن من بين الوحدات الرافضة للانسحاب لواء النوبي بلخشعة، إلى جانب ألوية أخرى متمركزة في مدينة المكلا، مؤكدة أن هذه القوات لا تزال متمسكة بمواقعها حتى اللحظة.
وأضافت المصادر أن الوساطة العُمانية تواصل جهودها المكثفة مع القيادات الميدانية الرافضة، في مسعى للتوصل إلى توافق يضمن استكمال الانسحاب بشكل سلمي، وتجنب أي مواجهات عسكرية في المناطق المعنية.
من جهته قال محافظ حضرموت، سالم الخنبشي، إن القوات التابعة لدولة الإمارات بدأت فعليًا الانسحاب من جميع المواقع التي كانت تتمركز فيها، سواء في محافظة حضرموت أو شبوة.
وأوضح الخنبشي، في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن وجود الإمارات محدود في منطقتي الربوة والضبة بحضرموت، ويقتصر على عدد قليل من الخبراء والقادة الذين يتولون الإشراف على قوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي.
وشدّد محافظ حضرموت على أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الراهنة يتمثل في انسحاب جميع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة بصورة سلمية.
وقال الخنبشي: "الباب ما زال مفتوحًا، ونتمنى أن يستغل الإخوة في المجلس الانتقالي هذه الفرصة لتجنيب أنفسهم وحضرموت وكل البلاد أي اقتتال أو مواجهة عسكرية، وأن يعودوا من حيث أتوا. بعدها يمكن الدخول في حوار سياسي حول أي تشكيل مستقبلي، ولكن من دون فرض أمر واقع بالقوة".
ولفت إلى جاهزية قوات "درع الوطن"، التي يشرف عليها رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، واستعدادها للانتشار في حضرموت والمهرة، وفقًا لإعلان حالة الطوارئ الصادر عن رئيس مجلس القيادة.
وأضاف الخنبشي أن هناك أيضًا قوات من أبناء حضرموت تُقدَّر بنحو ثلاثة آلاف عنصر، كانوا يخدمون في المنطقة العسكرية الأولى، وهم جاهزون لمساندة إخوانهم في قوات "درع الوطن".
ويأتي انسحاب القوات الجنوبية الانفصالية نتيجة تدخلات الطيران الحربي السعودي واستهداف أسلحة إماراتية ومدرعات كانت في طريقها من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا في حضرموت، ما أسفر عن إخراج الإمارات من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، بحسب المصادر.
ويمثل هذا التطور العسكري تحولًا نوعيًا في موازين القوى بمحافظة حضرموت، ويعكس قدرة قوات حماية حضرموت والنخبة الحضرمية على السيطرة على المواقع الاستراتيجية، بالتوازي مع الدعم الإقليمي المقدم من التحالف العربي بقيادة السعودية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news