أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين 27 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن بلاده لن تقبل بوجود قوات تركية مسلحة ضمن القوة الدولية المقترحة في قطاع غزة، في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.
وقال ساعر، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة المجرية بودابست، إن "إسرائيل لا يمكن أن توافق على مشاركة قوات من دول تبنت مواقف عدائية تجاهها، وفي مقدمتها تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان".
وأضاف أن "أنقرة اتبعت نهجاً عدائياً ضد إسرائيل، ومن غير المنطقي السماح لقواتها بدخول غزة، ويجب على الدول التي تريد إرسال قوات مسلحة أو على استعداد لذلك أن تكون على الأقل منصفة مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن هذا الموقف أُبلغ رسمياً للإدارة الأمريكية.
قال ساعر، إن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لم تكتف بإظهار موقفها تجاه إسرائيل عبر التصريحات فحسب، بل فرضت أيضا عقوبات دبلوماسية واقتصادية.
وكانت الحكومة التركية أعلنت في مايو/ أيار 2024، تعليق جميع عمليات التصدير والاستيراد مع إسرائيل بشكل كامل حتى إعلان وقف إطلاق النار الدائم والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون انقطاع.
وعقب ذلك أكد وزير التجارة التركي عمر بولاط، أن النظام الجمركي مغلق تماماً أمام التجارة مع إسرائيل، وأن أنقرة ستواصل تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة على الصعيد الاقتصادي.
وتتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر قوة دولية في غزة للمساعدة في ترسيخ وقف إطلاق النار الهش الذي بدأ هذا الشهر وأوقف حرباً دامت لعامين بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأحد الماضي، إن إسرائيل "ستحدد بنفسها الدول التي يمكن أن تشارك بقوات داخل غزة"، مؤكداً أن هذا الموقف يحظى بتفهم الإدارة الأمريكية.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء: "نتحكم في أمننا، وأوضحنا أن إسرائيل ستحدد القوات غير المقبولة بالنسبة لنا فيما يتعلق بالقوة الدولية، وهذه هي الطريقة التي نتصرف بها وسنستمر في التصرف بها".
وفي حين استبعدت إدارة ترامب إرسال جنود أمريكيين إلى قطاع غزة، أجرت واشنطن مناقشات مع إندونيسيا والإمارات ومصر وقطر وتركيا وأذربيجان للمساهمة في القوة متعددة الجنسيات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خلال زيارته لإسرائيل بهدف ترسيخ وقف إطلاق النار يوم الجمعة، إن القوة الدولية يجب أن تكون مكونة من "دول ترحب بها إسرائيل"، ولم يعلق على مشاركة القوات التركية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب، بعد انتقادات أردوغان الحادة للحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة تدرس إصدار تفويض أممي لتشكيل القوة الدولية، بالتعاون مع قطر التي تلعب دور الوسيط في جهود إنهاء الحرب.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت دول عربية أو غيرها مستعدة لإرسال قوات إلى القطاع، في ظل عوامل منها عدم تعهد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بإلقاء سلاحها بموجب خطة ترامب. كما عبرت إسرائيل أيضاً عن مخاوفها إزاء تشكيل هذه القوة.
المصدر: وكالات
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news