التحالف لدعم الشرعية أم الشرعية لخدمة التحالف؟!

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 92 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
التحالف لدعم الشرعية أم الشرعية لخدمة التحالف؟!

التحالف لدعم الشرعية أم الشرعية لخدمة التحالف؟!

قبل 1 دقيقة

بعد عشر سنوات من الحرب، أصبح المواطن اليمني يعيش في دوامةٍ من الشك والخذلان تجاه ما يُسمّى بـ"الشرعية"، التي لم تعد تمثّل سوى نفسها، بعدما فشلت في تحقيق أي إنجازٍ يُذكر على أرض الواقع. فقد أثبتت هذه الشرعية ضعفها في مختلف المجالات، وعجزت عن تلبية أبسط احتياجات المواطن، بينما تحوّل مسؤولوها إلى نخبةٍ منشغلة بتكديس الثروات، وبناء القصور، والاستثمار في الخارج.

وفي المقابل، تُرك الشعب يواجه مصيره في ظل فوضى وفسادٍ مستشري، جعل من "الشرعية" عبئًا على الوطن بدلًا من أن تكون حاميته وسنده.

فمنذ انطلاق "عاصفة الحزم" تحت شعار التحالف لدعم الشرعية، ظلّ اليمنيون ينتظرون لحظة استعادة دولتهم، وإنهاء الانقلاب الحوثي، وبناء مؤسساتٍ فاعلة تعيد للوطن هيبته وللمواطن كرامته.

غير أنّ السنوات مرّت، والتحالف الذي جاء لإنقاذ اليمن تحوّل تدريجيًا إلى قوةٍ تمسك بزمام القرارين السياسي والعسكري، بينما أصبحت الشرعية أضعف من أن تمثّل الدولة، وأقرب إلى كيانٍ تابع يعيش على الدعم الخارجي أكثر من اعتماده على إرادةٍ وطنيةٍ حقيقية.

السؤال الذي يتردّد اليوم في أذهان اليمنيين:

هل التحالف موجود فعلاً لدعم الشرعية؟ أم أن الشرعية وُجدت لخدمة التحالف؟

ما يحدث على الأرض يُظهر أن الأولويات لم تعد استعادة الدولة، بقدر ما أصبحت إدارة مصالح متقاطعة بين أطراف التحالف، فيما تُركت البلاد ممزقة بين قوى نفوذ متعددة، والشرعية غارقة في الغياب والتناحر الداخلي.

عشر سنوات من الحرب لم تُخرج الحوثيين من صنعاء، ولم تُعد مؤسسات الدولة إلى العاصمة، بل توسّع نفوذ الجماعة أكثر مما كان عليه في 2015. ومع ذلك، تواصل الشرعية حديثها عن “انتصارات وهمية”، بينما يعيش ملايين اليمنيين في مناطقها على المساعدات والإعانات، دون مشاريع إنتاجية أو فرص عمل تضمن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة.

في مأرب وحدها، يعيش مئات الآلاف من النازحين في ظروف قاسية بلا فرص عمل ولا خدمات، رغم أنها تُقدَّم كنموذج "النجاح" الذي تتباهى به الحكومة. هناك يعيش الناس بين مخيمات الفقر، في انتظار المساعدات الإنسانية، بينما تُستنزف موارد المحافظة في صفقات وفساد إداري ومالي لا ينتهي.

التحالف، الذي تقوده دول تمتلك قدرات اقتصادية هائلة، لم يستثمر إمكاناته في بناء نموذج مستقر داخل مناطق الشرعية، بل اكتفى بتمويل مشاريع مؤقتة وتوزيع المساعدات، فيما ظل القرار السيادي اليمني مرهوناً بالإرادة الخارجية.

الشرعية الضعيفة هي السبب الأبرز في هذا الانهيار. فبدلاً من أن تقدّم نموذجاً للحكم الرشيد والخدمات الفاعلة، غرقت في الصراعات والمكاسب الشخصية.

وزراء ومسؤولون يعيشون في الخارج في فلل فاخرة، ويمتلكون شركات في العواصم الالعربية و الاسلامية، بينما المواطن في الداخل يموت من الفقر والجوع وسوء الخدمات وانعدام الأمن.

يتسابقون على المناصب والمكاسب،، فيما الشعب لا يجد الدواء ولا الكهرباء ولا الماء.

أما المساعدات الدولية، فتُهدر بين الفساد وسوء الإدارة، بلا أثر حقيقي على حياة المواطن. لم تتمكّن الحكومة من إصلاح منظومات الكهرباء أو المياه أو الطرق أو التعليم في مناطق سيطرتها، ولم تقدّم ما يشجّع المواطنين على تفضيلها على مناطق الحوثيين.

وهنا تبرز المفارقة المؤلمة:

كيف يمكن لشرعية أن تحكم إذا لم تكن قادرة على خدمة من تدّعي تمثيلهم؟

لقد أصبح المواطن اليمني يعيش بين خيارين أحلاهما مرّ:

مناطق الحوثي التي تفرض سيطرتها بالحديد والنار، ومناطق الشرعية التي تغرق في الفوضى والفساد والضعف الإداري.

وبين هذا وذاك، تتآكل فكرة الدولة، ويتعمّق الإحباط الشعبي، ويغيب الأمل في الخلاص.

إن ما وصل إليه اليمن ،اليوم، ليس قدراً، بل نتيجة الفساد والارتهان وضعف القيادة السياسية التي فقدت بوصلتها الوطنية.

لم يعد المواطن يرى في الشرعية ممثلاً له، بل عبئاً إضافياً على معاناته، ولا يرى في التحالف نصيراً بقدر ما يراه شريكاً في إطالة أمد الأزمة.

اليمنيون لا يريدون خطابات ولا بيانات، بل دولة حقيقية تُعنى بالمواطن قبل كل شيء. يريدون إجابة واضحة:

هل جاء التحالف فعلاً لدعم الشرعية واستعادة الدولة؟

أم أن الشرعية تحوّلت إلى وسيلة لخدمة التحالف ومصالحه؟

حتى اليوم، لا الدولة عادت، ولا المواطن شعر بأنه يعيش في وطنٍ تحميه سلطة مسؤولة.

وما لم تُراجع الشرعية والتحالف نفسيهما بصدق، فإن كل حديث عن "الاستعادة" سيبقى مجرد شعار يتهاوى أمام واقعٍ مأساوي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحركات مريبة في صحراء الرياض: 11 معدة ثقيلة و9 مقيمين يمنيين تحت جنح الظلام

نيوز لاين | 440 قراءة 

ترامب” يرعب الجالية اليمنية في أمريكا بقرارات جنونية.

نيوز لاين | 424 قراءة 

السعودية تُصدر قرارًا جديدًا يهم اليمنيين المقيمين على أراضيها

نيوز لاين | 410 قراءة 

العثور على شيء غريب في حقيبة موظف أممي بمطار صنعاء قبل مغادرته اليمن

يمن فويس | 268 قراءة 

سعر مفاجئ لأول رحلة جوية من عدن عبر شركة الطيران الجديد

نيوز لاين | 261 قراءة 

بن بريك يصف نفسه بمحافظ حضرموت ويسقط منصب الانتقالي ويكشف موعد عودة باعوم

كريتر سكاي | 234 قراءة 

بطعم الهزيمة.. أبو تريكة: فوز ريال مدريد على برشلونة (فضيحة كروية)!

موقع الأول | 206 قراءة 

بمبلغ خيالي.. تاجر يستأجر اسم "أبو حيدر العولقي" لترويج تجارته

نيوز لاين | 190 قراءة 

سطو مسلح خطير بزي عسكري على شركة صرافة و نهب 4 ملايين ريال سعودي

كريتر سكاي | 187 قراءة 

حملة حوثية على إحدى قرى تعز عقب انشقاق أحد قادة المليشيات وانضمامه لقوات العمالقة

المشهد اليمني | 186 قراءة