فيسبوك وتويتر وتيك توك هي شركات تبحث عن صانعي محتوى وقد خصصت لهم أموالاً. بمعنى أن لديها نظاماً؛ فأي منشور يحصل على مئة تعليق أو مئة إعجاب في ساعة أو ساعتين أو يوم، تصنفه الخوارزميات على أنه مهم، وعندما تصنفه مهماً ترفع مستوى عرضه وتظهره لعشرات الآلاف. أما عندما لا يحصل على تفاعل ، لا إعجابات ولا تعليقات ، فتصنفه الخوارزميات منشوراً غير مهم، أي منشور لا ينفع، وتحد من ظهوره حتى لا يصل إلا إلى عدد قليل من الأشخاص.
يعني أن هذه المؤسسات تريد تحريك متابعيها عبر المنشورات والفيديوهات المهمة فقط.
هنا يكمن المقلب الذي وقع فيه النشطاء الجنوبيون: كانوا يدخلون بأفواج و يعلقون على كل الحسابات المعادية معتقدين أنهم يخدمون القضية الجنوبية، بينما في الحقيقة كانوا يجعلون منشورات الخصوم مهمة ويقدمون خدمة كبيرة لأصحاب تلك الحسابات، حيث تم تصنيف منشوراتهم وفيديوهاتهم كمهمة. هذه المواقع — فيسبوك، تويتر، تيك توك وغيرها — لا تقرأ المحتوى والتعليقات ولا تصنفه حسب جوهريته أو فائدته، بل تعد عدد التعليقات والإعجابات وتحكم عليه بأنه مفيد أو غير مفيد.
العدو فهم هذه النقطة، وعرف أن الناشط الجنوبي والمعلق أمي أو جاهل بطبيعة عمل خوارزميات التواصل الاجتماعي، وأنه يتعامل معها كما يتعامل في الواقع، فكثفوا منشوراتهم المستفزة والفتنة والمناطقية واستهداف مناطق مثل الضالع ويافع وغيرها. ومعظم هذه الحسابات أصبحنا عاجزين عن الرد عليها بحساباتنا المنهكة والمحاصرة بين سندان الجهل الجنوبي ومطرقة الوعي عند "المفسبك" الشمالي.
"المفسبك" اليمني هو الأكثر فهماً لطبيعة عمل خوارزميات فيسبوك وإكس (تويتر) وتيك توك واليوتيوب وغيرها.
وأخيراً نقول: كفى ما صنعتم بجهلكم، وكفى ما دعمتم من حسابات معادية. إلى هنا وكفى. فما في وسائل التواصل الاجتماعي من حسابات معادية صنعها جهلكم — يكفي لتحرق أوروبا مجتمعة!
إن الرد على هذه الحسابات المعادية هو تركها وعدم التعليق عليها، وبذلك تحرم من دعم الخوارزميات. والرد الأقوى هو أن يدخل الناشطون والإعلاميون الجنوبيون — الصغار قبل الكبار — ويعطوا إعجابات وتعليقات لكل منشور جنوبي، حتى يصل على الأقل إلى مئة تعليق. عندها سيدعمه الخوارزميات ويصنفه كمهم، وفيسبوك بعدها لن يقصر في نشره على نطاق واسع ووصوله إلى الآلاف.
من اليوم جربوا نصيحتي هذه: علقوا مع بعض، سبوا، اشتموا، قولوا ما تريدونه في منشورات العدو، المهم أن تصلوا بعدد التعليقات والإعجابات إلى المستوى المطلوب من الخوارزميات. هذا هو الحل.
إنها جريمة أن تظل حساباتكم وإعلامكم في الحضيض بينما تذهبون لتنشيط حسابات الأعداء.
الرد بالتعليقات على المنشورات المستفزة هو دعم كبير تقدمونه للمفسبك المستفز والأعداء عامه.
تعلموا من الأعداء، وأخبروني:كم عدد التعليقات أو الشتائم تحت منشوراتكم من الأعداء؟ بالتأكيد لا شيء، لأنهم أكثر وعياً منكم في هذا المجال.
وأخيراً لا تنسونا من دعمكم بالإعجابات والتعليقات فما نكتبه من ردود على إشاعات العدو أفضل من منشوراتهم، لكنه لا يجد الدعم الكافي ويصنف من قبل الخوارزميات على أنه غير مهم، فتبذل جهودنا سدى.
ادعمونا من أجل الجنوب، وليس من أجلنا نحن، أو من أجل شيءً آخر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news