يمن ديلي نيوز:
تحدث رئيس مركز واشنطن للدراسات اليمنية “عبدالصمد الفقيه”، عن “قصور واضح” من قبل منظمة الأمم المتحدة في حماية موظفيها في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، الذين يواجهون انتهاكات “جسيمة” واتهامات بالتجسس.
وقال تعليقاً لـ “يمن ديلي نيوز” على الاتهامات الصادر من زعيم جماعة الحوثي لمنظمات الأمم المتحدة بالتجسس، وخيارات الأمم المتحدة لحماية موظفيها إن هناك قصوراً أممياً شجع الجماعة على التمادي في انتهاكاتها، غير مستبعد ارتكاب مزيد من الانتهاكات.
والخميس الماضي 16 أكتوبر/تشرين الأول تحدث عبدالملك الحوثي عن “دور” لأحد موظفي برنامج الغذاء العالمي بصنعاء في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا لحكومة الجماعة (غير المعترف بها) أواخر أغسطس الماضي.
كما اتهم في خطابه الأسبوعي الذي تبثه قناة المسيرة موظفين في منظمات تابعة للأمم المتحدة بممارسة ما قال إنها “أعمال تجسسية وعدوانية” لصالح أمريكا وإسرائيل.
رئيس مركز واشنطن للدراسات اليمني في تعليقه لـ”يمن ديلي نيوز” تحدث عن “تدليل” قال إن منظمة الأمم المتحدة “تمارسه” تجاه الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي. مشيراً إلى أنه “رغم مخالفة انتهاكات الحوثيين الصريحة للأعراف الدولية والإنسانية، إلا أنها لم تتخذ مواقف حازمة أو ردود فعل قوية تردع هذه الممارسات”.
لكن الفقيه رأى أن موقف الأمم المتحدة في المرحلة المقبلة سيكون اختبارًا حقيقيًا لمصداقيتها وقدرتها على حماية موظفيها ومبادئها أمام جماعة تتعامل بمنطق القوة والابتزاز.
من أخطر القضايا
وقال رئيس مركز واشنطن للدراسات إن قضية اعتقال موظفي الأمم المتحدة واحدة من أخطر الملفات الإنسانية في اليمن، ليس فقط لما تمثله من انتهاك صارخ للقانون الدولي، بل لما تحمله من تهديد مباشر لعمل المنظمات الإنسانية في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وشدد على استهداف موظفي الأمم المتحدة لايقتصر ضرره على الموظفين المحتجزين وأسرهم، بل تمتد لتشمل المجتمع اليمني بأكمله، إذ تتوقف أو تتقلص البرامج الإنسانية التي كانت تسهم في التخفيف من معاناة الشرائح الأكثر فقرًا واحتياجًا.
من محورين
وحول دوافع الحوثيين من توجيه تهم التجسس لموظفي الأمم المتحدة قال رئيس مركز واشنطن للدراسات اليمنية إن ذلك يمكن قراءته من محورين رئيسيين، يتمثل الأول في استمرار سياسة التضييق والتجويع بحق الشعب اليمني من خلال تعطيل أو إلغاء عمل المؤسسات الإنسانية التي تخفف من معاناته.
أما المحور الثاني قال رئيس مركز واشنطن إنه محاولة للتغطية على الاختراقات الأمنية داخل الجماعة عبر توجيه التهم للمنظمات الدولية.
ولفت الفقيه إلى أن غالبية موظفي الأمم المتحدة في اليمن “يمنيون يعملون في مجالات إنسانية بحتة تهدف إلى تخفيف معاناة المجتمع”، الا ان الحوثيون يسعون من خلال الاتهامات إلى صرف الأنظار عن أزماتهم الداخلية وإخفاقاتهم الأمنية.
وحذر الفقيه من أن جماعة الحوثي، التي لا تحكمها قوانين أو أعراف، قد تستخدم المحتجزين كورقة ضغط في المفاوضات، أو توجه إليهم اتهامات باطلة كما حدث في قضية “أبناء تهامة”، وربما تصل إلى الإعدام أو إبقائهم في ظروف احتجاز سيئة لسنوات.
وتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأمريكا والأجانب هي تهم دأبت الجماعة على توجيهها نحو خصومها السياسيين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وفق تقارير محلية ودولية.
تأتي هذه الاتهامات في ظل حملة اعتقالات طالت العشرات من موظفي المنظمات الأممية والدولية، آخرهم قبل أيام عندما اقتحمت مجمعاً سكنياً لموظفي الأمم المتحدة، إذ تشير مصادر حقوقية إلى أن عدد المحتجزين تجاوز 50 موظفًا.
مرتبط
الوسوم
موظفي الأمم المتحدة في اليمن
الأمم المتحدة
جماعة الحوثي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news