قال المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، الثلاثاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2025م، إنّ اليمن سجّل نحو 332 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا و1,073 حالة وفاة مرتبطة بالوباء، خلال الفترة ما بين مارس/آذار 2024 وأغسطس/آب 2025.
وأوضح المرصد في بيان اطّلع عليه "بران برس"، أن اليمن تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث عدد الإصابات بالوباء، وسط تحذيرات من تفاقم الانتشار خلال موسم الأمطار نتيجة تلوّث المياه وضعف أنظمة الصرف الصحي.
وأشار المرصد إلى أنّ خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن تواجه عجزًا تمويليًا يتجاوز 80%، إذ لم يتم تسديد سوى 474 مليون دولار من أصل 2.48 مليار دولار مطلوبة لتغطية احتياجات الخطة، ما أدى إلى تعطيل برامج مكافحة الكوليرا.
وأكد الأورومتوسطي أنّ السلطات والأطراف المسيطرة على الأرض تتحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تفشّي الوباء، نتيجة انهيار شبكات المياه والصرف الصحي وسوء إدارة النفايات وعرقلة وصول الفرق الطبية.
وأضاف البيان أنّ عدم وفاء الدول المانحة بتعهّداتها المالية يمثّل إخلالًا بالتزاماتها الأخلاقية والسياسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكدًا أن الوفاء بهذه التعهدات ليس عملًا طوعيًا بل ركيزة أساسية في منظومة الاستجابة الإنسانية.
وحذّر المرصد من أنّ الأرقام المعلنة لا تعكس الحجم الحقيقي للكارثة، مرجّحًا أن تكون الإصابات والوفيات الفعلية أعلى بكثير، بسبب ضعف أنظمة الرصد الوبائي وصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية في العديد من المناطق.
وبيّن أنّ الكوليرا أصبحت متوطنة في اليمن منذ تفشّيها الكبير بين عامي 2017 و2020، وما تزال تُسجَّل إصابات يومية، في ظل ضعف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي واستمرار نقص التمويل الدولي.
وأوضح المرصد أنّ استمرار الحرب للعام العاشر أدّى إلى تدمير واسع لشبكات المياه والصرف الصحي، وعرقلة جهود المنظمات الإنسانية، ما فاقم من انتشار الوباء، بينما ساهم الانقسام السياسي والإداري في تعقيد جهود التنسيق وجمع البيانات اللازمة للاستجابة الصحية.
وأكد أنّ الأطفال والنساء هم الأكثر تضررًا من الوباء، إذ يُصاب عشرات الآلاف من الأطفال بالإسهال المائي الحاد سنويًا، مشيرًا إلى أنّ مخيّمات النازحين باتت بيئة مثالية لتفشّي الكوليرا بسبب الاكتظاظ وغياب المياه النظيفة ووسائل النظافة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news