عدن – متابعات اخبارية
دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية ثمناً باهظاً لمغامرتها في حرب غزة، بعدما حاولت استثمار الصراع لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية، فوجدت نفسها غارقة في خسائر غير مسبوقة أنهكت بنيتها العسكرية وكشفت ضعفها أمام الضربات المتلاحقة.
فخلال نحو عامين من انخراطها في الحرب تحت ذريعة “نصرة غزة”، تلقت المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران ضربات موجعة من القوات الأمريكية والبريطانية، ولاحقاً الإسرائيلية، أسفرت عن تدمير واسع في موانئ الحديدة الثلاثة التي كانت تشكل شرياناً رئيسياً لتهريب السلاح وتمويل أنشطتها.
الضربات الدقيقة أجهزت على أبرز قياداتها، بينهم رئيس هيئة الأركان في المليشيات
محمد عبدالكريم الغماري
، الذي مثّل العقل العسكري الأبرز للحوثيين، إلى جانب عدد من وزراء حكومة الانقلاب غير المعترف بها دولياً.
ومع تصاعد الخسائر، اضطرت المليشيا إلى الاعتراف بمقتله بعد أسابيع من التعتيم.
إحصاءات ميدانية تشير إلى مقتل أكثر من ألف قيادي ومقاتل حوثي خلال تسعة عشر شهراً فقط، غالبيتهم في ضربات جوية أمريكية وإسرائيلية، بينما أُصيب المئات في هجمات داخلية ومواجهات مع قبائل ناقمة في مناطق سيطرة الجماعة.
ووفقاً لإحصاء أجرته “العين الإخبارية”، فقد فقدت المليشيا أكثر من 707 قياديين يحملون رتباً عسكرية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 حتى مايو/أيار 2025، حين توقفت الضربات الأمريكية مؤقتاً، إضافة إلى 294 عنصراً لم تمنحهم المليشيا أي رتب لإخفاء أدوارهم أو لأسباب عنصرية تتعلق بانتمائهم القبلي.
أما الخسائر في الصفوف العليا، فقد شملت أكثر من 21 قيادياً برتب لواء وعميد، بينهم محمد الجرموزي، ومحمد الجنيد، وعبدالكريم الأشموري، وهمدان ناجي الجبلي، ويحيى الحسني، وحسن القطريفي، وعبدالله الرصاص، ومطيع علي عايض.
كما فقدت الجماعة 62 عقيداً، و43 مقدماً، و138 رائداً، و162 نقيباً، و281 ضابط صف وجندياً.
وخلال عام 2024 وحده، نفذت المليشيا أكثر من 288 عملية تشييع لقتلاها، منها 131 في صنعاء، فيما كانت القوات البحرية الحوثية الأكثر تضرراً جراء الضربات الأمريكية المركّزة على مواقعها في الحديدة.
ومع تفاقم حجم الخسائر، فرضت المليشيا تعتيماً إعلامياً صارماً ومنعت تداول أي أخبار عن جنازات قتلاها، في محاولة لإخفاء واقع النزيف الذي أصاب عمودها الفقري العسكري، وجعل “رهان غزة” يتحول إلى واحدة من أفدح الهزائم في تاريخ الجماعة الإرهابية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news