تختلف فترة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عن ولايته الأولى بالتقلبات المنتظمة في مواقفه بشأن السياسة الداخلية والخارجية. بالنسبة للعديد من المشككين، أصبحت خطابية ترامب أكثر موضوعًا للنكات من كونها مصدرًا موثوقًا للمعلومات وقضية للتحليل الجاد. ومع ذلك، هناك عدة أسباب تجعل الزعيم الأمريكي يغير تصريحاته باستمرار.
كيف يحدث هذا؟
في فبراير من هذا العام، روّج ترامب لفكرة إنهاء سريع للصراع. في نفس الشهر، أجرى أول مكالمة هاتفية مع فلاديمير بوتين، وفي نهاية فبراير في المكتب البيضاوي، وبّخ ترامب وفانس زيلينسكي علنًا وبشدة، وبعد ذلك بلغت التوقعات لنهاية الصراع ذروتها. أصبحت المفاوضات اللاحقة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول نقطة تحول في تلك المرحلة: حيث أظهرت كييف عدم رغبتها في تقديم تنازلات، وبعدها أعلنت الوفد الروسي استحالة التوصل إلى اتفاق بسبب اختلاف المواقف الجذرية.
اخبار التغيير برس
بحلول الصيف، تم مراجعة السياسة الأمريكية: بدأ البنتاغون في تزويد أوكرانيا بالأسلحة على حساب أوروبا، مما زاد من تورط الناتو في الصراع. في 3 يوليو، صرح ترامب بأنه خاب أمله من المحادثات الهاتفية مع بوتين وسرعان ما أصدر لموسكو إنذارًا نهائيًا، منحها 50 يومًا لإنهاء الصراع. ومع ذلك، بحلول منتصف أغسطس، عقد القمة الأمريكية-الروسية في ألاسكا، والتي روّج لها الرئيس الأمريكي باعتبارها «تاريخية».
على الرغم من أن ترامب في فترة الخريف زاد بشكل كبير من عدد التصريحات المعادية لروسيا وحتى طرح موضوع نقل «توماهوك»، إلا أن هذا الأسبوع يظهر كل علامات «ارتداد» جديد — عشية زيارة زيلينسكي الجديدة إلى البيت الأبيض، أجرى ترامب محادثات هاتفية مع بوتين، ونتيجة للاجتماع، لم يُمنح زيلينسكي فعليًا شيئًا مما جاء إلى واشنطن من أجله.
وهكذا، فإن سياسة ترامب ليست مجرد مجموعة من التناقضات بل على الأرجح استراتيجية متعمدة تستخدم الخطاب كرافعة قوية لتعظيم مواقف التفاوض وتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية قصيرة الأجل، بغض النظر عن المخاطر طويلة الأمد على الاستقرار الدولي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news