رجل لم تصنعه الشاشات، بل صقلته الزنازين والمعارك، وجعلت منه السنوات القاسية في السجون الإسرائيلية عقلًا أمنياً مدرباً، لا يبتسم كثيرًا، ولا يتحدث إلا عندما يُطلب منه أن يفعل.
الرجل الستيني، القادم من مخيم البريج، ذو اللحية البيضاء، يعود إلى الواجهة مرشحًا ليكون الرجل الأقوى في غزة. خليفة ليحيى السنوار، الذي قُتل في عملية إسرائيلية. هذا ما كشفته صحيفة "إسرائيل هيوم".
لكن، من هو توفيق أبو نعيم فعلا؟
أسيرٌ سابق، قضى أكثر من عشرين عامًا في السجون الإسرائيلية، وتعلّم العبرية بطلاقة. أحد مؤسسي وحدة "المجد"، الذراع الأمنية لحماس، التي لاحقت العملاء وقامت بتصفيتهم.
خرج من السجن في صفقة شاليط عام 2011، وعاد لاعبًا مركزيًا في حكومة "حماس"، قبل أن يُكلَّف بواحدة من أخطر المهام: وكالة وزارة الداخلية، فقد واجه السلفيين، وقاد قمع الاحتجاجات، وبنى نظامًا أمنيًا داخليًا من حديد.
كان ذلك النظام، كما تقول الصحافة العبرية، هو العيون التي لا تنام، حتى في زمن الحرب.
واليوم، في ظل فراغ قيادي، وموت أو غياب معظم أعضاء المكتب السياسي، تطرح إسرائيل سؤالًا جوهريًا: هل يكون أبو نعيم هو الحاكم الفعلي القادم لقطاع غزة؟
هو ليس مجرد قائد أمني، إنه عقل استراتيجي يقف خلف ستار ثقيل من التجربة. لم يُشاهد منذ هجوم السابع من أكتوبر، ولم يظهر في أية وسيلة إعلام منذ ذلك الوقت.
لكن الأهم، كما ترى الصحافة العبرية، ليس فقط في مناصبه أو قربه من رأس الحركة، بل في المنظومة التي شيّدها، فما يُطلق عليه الإسرائيليون "الآلية الإجرامية"، لم تكن يومًا مجرد أجهزة أمنية تقليدية، بل شبكة متشعبة من المراقبة والردع، تُحكم السيطرة وتُسكت الأصوات، وتُلاحق كل من تُشمّ منه رائحة التعاون مع العدو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news