ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 61 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

تابعت حلقة بودكاست دارة - darah دارة، وكان ضيفها العبقري والمؤلف الموسيقي صديقي محمود الهندي

كانت حلقة رائعة كعادة لقاءات "دارة"؛ مميزة في كل تفاصيلها، أشبه بسفر وثائقي شيق في ذاكرة النغم الشعبي، ولقاء مفعم بالموسيقى والحديث الشفيف عن الفن بوصفه هوية وروحا ووجدانا.

وكعادته أيضا، أبدع أستاذ الحوار والإلقاء؛ الجميل علي بن عامر، وهو يتنقل برشاقة متناهية بين محاور ثرية كشفت عن كنوز حضرموت الفنية، وآفاق العمل الموسيقي في اليمن عموماً.

تريم... مدينة الطين والمساجد والقصور، وموطن العلماء والأولياء، وهي أيضا أرض الدان والتواشيح والأهازيج والنغم، فلا غرابة إذن أن تنجب محمود، ابن إحدى حاراتها القديمة، المنتمي إلى جيل تشرب تلك الدندنات العذبة وتسربت إلى ذاته مكتبة هائلة من ألحان شجية.

استوقفتني طويلاً تلك الجهات التي سافر إليها محمود، وهو ينبش في الذاكرة الموسيقية الشعبية لتريم وحضرموت، ومشروعه الخالد "ألحان الزمن الجميل"، الذي ما كان له أن يبلغ كل هذا البهاء والزهاء والحضور، لولا أن محمود كان أكثر من مجرد مؤلف موسيقي؛ إنه أشبه بجرّاح مخضرم أخضع الألحان التالدة لعمليات تشريح دقيقة فأعاد تركيبها بإيقاعات عصرية، تواكب ثقافة اليوتيوب والريلز والانستغرام، لتسافر موسيقاه إلى كل الدنيا دون تأشيرة وموافقة أمنية، أو تقرير ذوقي.

نقدّر كثيراً ما بذله محمود من جهد وصبر وإمتاع، وهو يعتكف في مختبراته الفنية يجري عمليات قيصرية شديدة الخطورة، ليخلق فنًّا من فن، وترنيمة من نغم، وعزفا شجيا من أهزوجة ندية أو لحن عتيق، ويبث الحياة في مشروع موسيقي جديد يتنفس أوكسجين الحداثة، محافظاً في الوقت ذاته على روح القديم بعبقه وعنفوانه وعفويته، ذاك المهدّد بالنسيان وسط زحمة الراهن وألحان "الترند" والصدفة التكتوكية العابرة.

حتى في العمارة؛ تظل عمليات الترميم هي الأصعب والأكثر جهداً وكلفة من التأسيس والبناء وتشييد الجديد؛ فما بالكم بتراث فني شعبي زاخر، يمثّل للناس هوية ومشتركا جمعيا وذاكرة موحّدة؟

إن مجرد التفكير في العبث بالتراث لهو مغامرة أخلاقية وقيمية كبيرة؛ لكن محمود ورفاقه كانوا على قدر المسؤولية التاريخية، فصاغوا وصانوا، وحلقوا في فضاءات الإبداع بأجنحة خفاقة فتية.

تحية إجلال لكل من يصون التراث ويحافظ على الجمال ليورثه للأجيال .

وشكر خاص لمؤسسة حضرموت للثقافة

على نهوضها بالموروث الثقافي، ونفضها عنه غبار السنين والإهمال، بدعمها المواهب والشباب والمبدعين، لإعادة تشكيل الثقافة بمفهوم يواكب إيقاع الحياة ومتطلبات الصناعة الثقافية في المجتمعات المحلية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 866 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 499 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 492 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 473 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 418 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 387 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 354 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 315 قراءة 

كانت حول (الانفصال)!.. الوزير الأسبق الرويشان يكشف تفاصيل مكالمة لرئيس الوزراء الأسبق لأخيرة!

موقع الأول | 308 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 285 قراءة