تُجمع الدراسات الحديثة على أنّ تناول القهوة باعتدال قد يكون مفيدًا للصحة العامة، إذ يساهم في خفض معدلات الوفيات بين الأصحّاء بفضل خصائصها المضادّة للأكسدة والالتهاب والسرطان، فضلًا عن دورها في تحسين توازن بكتيريا الأمعاء وتنظيم عمليات التمثيل الغذائي للسكر والدهون.
لكن ما يجهله كثيرون هو أنّ تجاوز الكمية اليومية الموصى بها من الكافيين قد يؤثّر سلبًا في الصحة الإنجابية لدى النساء والرجال على حدّ سواء.
وتشير مراجعات علمية متعددة إلى أنّ الإفراط في الكافيين يرتبط بزيادة خطر الإجهاض لدى النساء، في حين أظهرت دراسات أخرى أنّه قد يسبّب اضطرابات في جودة السائل المنوي لدى الرجال، مثل انخفاض تركيز وعدد الحيوانات المنوية وضعف حركتها.
وتوضح الدكتورة فيكتوريا غونثاليث فيافانييث، المديرة الطبية في Ginefiv Madrid، أنّ "الأبحاث القديمة والحديثة، ومنها تقرير الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) لعام 2015، تتفق على أنّ الاستهلاك المعتدل من الكافيين لا يضرّ بالصحة العامة أو الإنجابية، لكن الجرعات العالية تُظهر تأثيرات واضحة".
وفي إسبانيا، يتراوح متوسط استهلاك الكافيين بين 150 و400 ملغ يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا بين كوبين وأربعة أكواب من القهوة.
وتؤكد الدكتورة فيافانييث أنّ الحدّ الآمن وفق EFSA هو 400 ملغ يوميًا، لكن من الأفضل البقاء دون هذه النسبة، لافتةً إلى أنّه خلال فترات الحمل أو عند محاولة الإنجاب، يُنصح بعدم تجاوز 200 ملغ يوميًا، أي كوبين من القهوة فقط.
وتحذّر الدكتورة من تجاهل مصادر الكافيين الأخرى، مثل الشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وبعض الأدوية، إذ قد تتراكم كمياتها من دون أن نشعر، فنصل بسهولة إلى الحدّ الأعلى المسموح به.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news