في مشهد وطني مهيب، جسّد أبناء الجنوب خلال احتفالاتهم بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر صورةً حية للإرادة الشعبية الصلبة التي لا تلين أمام التحديات.
تحولت الساحات والميادين إلى لوحاتٍ من الفخر والانتماء، أكدت أن جذوة الثورة التي انطلقت من جبال ردفان لا تزال متقدة في الوجدان الجمعي الجنوبي، وأن مسيرة التحرر لم تتوقف، بل تزداد ثباتًا ونضجًا مع مرور الزمن.
الاحتشاد الشعبي الهائل لم يكن مجرد فعلٍ احتفالي عابر، بل عبّر عن موقف سياسي وشعبي واعٍ، يُجدد العهد على المضي في طريق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة، مهما تعددت الضغوط أو تبدلت الظروف.
شكّل الحضور الجماهيري الواسع رسالة واضحة للداخل والخارج بأن قضية شعب الجنوب ليست قابلة للمساومة، وأنها باتت اليوم أكثر تجذرًا وإجماعًا من أي وقتٍ مضى.
كما حملت الحشود في طياتها دلالاتٍ سياسية عميقة، أبرزها تجديد التفويض الشعبي للمجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره المعبّر الحقيقي عن تطلعات الجنوبيين، والقائد السياسي للمسار التحرري الذي يستند إلى شرعية الثورة والإرادة الشعبية.
هذا التفويض المتجدد يعكس الثقة الراسخة بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وبالنهج السياسي الواقعي الذي ينتهجه المجلس في إدارة التحديات واستكمال مشروع الدولة المنشودة.
دلالة هذا الاحتشاد تتجاوز البعد الرمزي إلى كونها إعلانًا جماهيريًا بأن الجنوب يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الوعي الوطني والاصطفاف الجمعي.
فالشعب الذي واجه الغزو والحروب والمؤامرات، وأثبت صلابته في ميادين القتال والسياسة، يؤكد اليوم أنه لا عودة إلى الوراء، وأن التضحيات الجسيمة التي قُدمت لن تذهب سدى.
هكذا، أعادت الذكرى الـ62 لثورة أكتوبر تجديد روح الثورة الأولى، وربط الماضي بالحاضر في مشهد يعكس وحدة الهدف والمصير، ويؤكد أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو استعادة دولته وهويته، تحت راية الإرادة الشعبية وقيادةٍ أثبتت قدرتها على حمل تطلعات الوطن وتحويلها إلى مشروع وطني متكامل لا يعرف التراجع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news