أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” يبدأ “يمن ديلي نيوز” اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر/تشرين الأول نشر شهادات حصرية لثلاثة من القيادات الفاعلة التي ساهمت في الفعل الثوري ضد الاحتلال البريطاني عقب اندلاع شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان عام 1963.
في الحلقة الأولى تتحدث الأكاديمية والمناضلة “شفيقة مرشد” لـ “يمن ديلي نيوز” عن رحلتها بين السياسة والنضال النسوي منذ طفولتها في عدن وحتى مواقعها القيادية في التعليم والسياسة. مؤكدة أن المرأة اليمنية قادرة على صناعة التاريخ، لا مجرد مشاهدته.
تقول: وُلدت وتربيت في بيتٍ عدنيٍّ يتنفس السياسة ويعيش همّ الأمة العربية، وكان والدي – رحمه الله – من المتابعين الدائمين لأخبار الثورات العربية التي اشتعلت بعد الهزيمة العسكرية واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بدعمٍ من بريطانيا التي كانت تحتل وطننا الجنوب أيضًا.
تتابع: كان والدي يحرص على قراءة الصحف اليمنية المعارضة للإمام التي كانت تصل إلى عدن، إضافة إلى الصحافة العدنية مثل فتاة الجزيرة للراحل محمد علي لقمان.
كما كنا نتابع نشرات الأخبار من إذاعات العالم، أبرزها صوت العرب من القاهرة وBBC من لندن.
كنت أجلس بجوار والدي أستمع وأتفاعل، وهناك بدأت تتكوّن أولى ملامح وعيي السياسي والوطني.
انتفاضة الطالبات أول مواجهة
تضيف الدكتورة شفيقة حديثها لـ”يمن ديلي نيوز”: أول تعبير عن هذا الوعي كان وأنا طالبة في كلية البنات بخور مكسر عام 1962م، عندما قدنا انتفاضة ضد سياسات التعليم الاستعماري.
كانت المناهج تميّز بين فصول البنات؛ فالفصل (A) خُصص لبنات الأجانب وكبار الموظفين، بينما حُرمت بنات عدن من المنح الدراسية. رفضنا هذا الظلم وخرجنا إلى ساحة الكلية نهتف ونطالب بالعدالة التعليمية.
وتستطرد: سلمنا مطالبنا للمديرة لكننا لم نجد استجابة، فواصلنا الإضراب. ومع انتشار الخبر، انضم إلينا طلاب الثانويات البنين، وخرجنا في مسيرات إلى كريتر نرفع الشعارات ضد الاستعمار وسياساته.
كان ذلك اليوم بداية وعيٍ جمعيٍّ وطنيٍّ جديد في عدن، وبذرة لحراك نسوي مبكر. الانخراط في الجبهة القومية. كما تقول.
تضيف: بعدها بعامين فقط في فبراير 1964م، انضممت إلى القطاع النسوي للجبهة القومية. بدأت عضوة في خلية سرية ثم أصبحت قيادية وممثلة عن المرأة في رابطة التواهي.
كان العمل السياسي وقتها ممنوعًا وخطرًا، لكننا واصلنا نشاطنا سرًا عبر جمعية المرأة العربية التي أسستها الفقيدة رضية إحسان الله عام 1957م. كنا نستقطب الفتيات الواعيات ونطبع المنشورات الثورية يدويًا.
وتتابع: بعد الاستقلال، تحولت الجمعية إلى اتحاد نساء اليمن، وتوليت رئاسة فرع التواهي. كان أول نشاط لي هو فتح مراكز لمحو أمية النساء، فالأمية كانت واسعة الانتشار آنذاك.
وبدعم من قيادة الجبهة القومية التحقت زوجات المناضلين بمراكزنا، مثل صفية اليافعي زوجة الشهيد مطيع، والفقيدة لطيفة إسماعيل زوجة فضل محسن، وواصلن تعليمهن حتى حصلن على شهادات جامعية في الحقوق. من التعليم إلى الجامعة.
مراحل التعليم
الدكتورة شفيقة مرشد في حديثها لـ”يمن ديلي نيوز” تروي مسيرتها التعليمية قائلة: تلقيت تعليمي في مدارس عدن؛ الابتدائية في التواهي، والمتوسطة والثانوية في كلية البنات بخور مكسر، وحصلت على شهادة الـ GCE.
التحقت بعدها بدار المعلمات في الطويلة، وبدأت حياتي العملية مدرسة في مدرسة الكبسة بالمعلا عام 1968م، ثم انتقلت إلى إعدادية التواهي، قبل أن أصبح نائبة مديرة ثانوية 14 مايو للبنات.
واصلت دراستي الجامعية أثناء العمل، فالتحقت بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة عدن، وتخرجت الأولى على الدفعة، فعُينت معيدة ثم أستاذًا مساعدًا، كما عملت لاحقًا في جامعة صنعاء بعد تحقيق الوحدة اليمنية. من الاتحاد إلى البرلمان.
اتحاد نساء اليمن
وتضيف بابتسامة ممزوجة بالفخر: كنت من المؤسِّسات لاتحاد نساء اليمن عام 1968م، وأسهمت في تأسيس مراكز محو الأمية وتعليم الكبار. شاركت في تأسيس عدد من منظمات المجتمع المدني، منها منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمة تنمية الديمقراطية.
وتتابع: حظيت بفرصة تمثيل اليمن في العديد من المؤتمرات العربية والدولية، كما عملت في مواقع قيادية؛ منها عضوية مجلس السلم العالمي، ومجلس الشعب الأعلى بين عامي 1986 و1990، ثم مجلس النواب اليمني من 1990 إلى 1993، ولاحقًا عضوية مؤتمر الحوار الوطني الشامل بين 2013 و2014.
واختتمت الدكتورة شفيقة مرشد حديثها لـ “يمن ديلي نيوز” قائلة: تجربتي علمتني أن النضال لا يُقاس بعدد السنوات، بل بما يُحدثه من أثر.
آمنتُ منذ بداياتي أن المرأة اليمنية قادرة على أن تكون صانعة للتاريخ، لا شاهدة عليه، وأن التنوير والتعليم هما معركتنا الأهم لبناء مجتمعٍ حرٍّ واعٍ ومتكافئ.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news