تشهد محافظة حضرموت، (شرق اليمن)، احتجاجات للصيادين، على ما يطلق محلياً بـ"حَوي السردين"، وهو الاصطياد الجائر، لأسماك السردين في سواحل المحافظة، والذي ازداد في الآونة الأخيرة، رغم المنع المتعارف عليه للاصطياد الجائر لهذا النوع من الأسماك من أكتوبر حتى يناير من كل عام.
وأمس الأول، السبت 11 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قطع صيادون محتجون الطريق الدولية في منطقة المصينعة بمديرية الريدة وقصيعر (شرقي المحافظة)، والرابط بين مدينتي المكلا والمهرة، احتجاجًا على التجريف الحاصل لأسماك السردين.
ويتهم الصيادون المحتجون "هيئة المصائد"، بأنها هي من فتحت باب اصطياد السردين للعديد من الصيادين، معتبرين ذلك استثناءات تسمح بممارسة "حَوي السردين"، في المنطقة، وأن الهيئة "غير آبهة بمخاطر الاصطياد".
وللمعرفة أكثر، عن "حّوي السردين"، ومخاطره على البيئة البحرية في سواحل المحافظة التي تقدر بنحو "350" كيلومتراً، إضافة إلى المآلات القانونية، التقى "بران برس"، عدداً من الصيادين والمختصين، الذين تحدثوا عن أسباب هذه الظاهرة، وتأثيرها على "السردين" وغيرها من الأسماك التي تعد ثروة وطنية للبلاد.
مستقبل أجيال
الصياد "عمر محمد" ( 36 عامًا)، يقول لـ "بران برس"، إن "القوانين واضحة، ويجب الالتزام بها، وعدم ترك الأمور للصيد الجائر والعشوائي"، مؤكدًا أن ما يمنعه من الاصطياد بوسائل الصيد الجائر مثل الحاوي، وكسب أرباحٍ مضاعفة، هو أنّ "الثروة السمكية ليست ملكنا وحدنا، بل هي مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة من بعدنا".
من جهته، اعتبر الخبير في الشؤون السمكية والبحرية "محمد الغرابي"، موقف الصيادين المعارضين طبيعياً ومتفهماً، وقال: "من حق الصيادين التعبير عن آرائهم ورفضهم لبعض الإجراءات، خاصة إذا لم يُطبق القانون بالعدالة".
ولفت "الغرابي" في حديثه مع "بران برس"، أنه "لو تم ضبط المخالفين فعلياً وتحرير محاضر ضبط رسمية، بحق من يخالف اللائحة المنظمة للصيد التقليدي، لما اضطر الصيادون إلى هذا الموقف الاحتجاجي".
تهديد المخزون السمكي
"وحوي السردين"، هي نوع من الشباك، يطلق عليها "شِباك الحاوي المطبقة"، لأنها تُطبق على الأسماك، إضافة إلى أنها تتكون من عدة طبقات، وحجم الفراغات فيها بحجم العين البشرية، وهي من الأنواع المستخدمة بكثرة.
وطبقاً لمن تحدث إليهم "بران برس"، فإنه نوع من أدوات الصيد، مسموح باستخدامه، وفق شروط فنية محددة، منها ألّا يزيد طولها على 300 متر، وارتفاعها على 10 أمتار، إلا إنّ ما يحدث أنّ الصيادين يستخدمونها بطولٍ يصل إلى كيلو متر واحد، وارتفاعٍ يصل إلى 50 مترًا.
الخبير "محمد الغرابي"، يرجع سبب المنع إلى أن صيد السردين بـ"شباك الحوي"، يستهدف كميات ضخمة وأحجامًا صغيرة غير ناضجة، ممّا يهدد المخزون السمكي ويؤثر سلباً على التوازن البيئي، إذ يُعد السردين الغذاء الرئيسي للأسماك السطحية في البيئة البحرية.
اللائحة المنظمة
"الغرابي" أكد لـ "بران برس"، أنه توجد لائحة قانونية محددة للصيد في المحافظة، مشيراً إلى قرار محافظ حضرموت رقم (28) لسنة 2017 بشأن لائحة تنظيم نشاط الصيد التقليدي.
وقال: "في الباب الثاني، المادة (4)، الفقرة (1)، يُسمح بصيد السردين والجدب باستخدام وسيلة "الغدف" خلال الفترة من بداية شهر أكتوبر وحتى نهاية يناير، وذلك من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثانية ظهراً، لأغراض التسويق والتجفيف، شريطة عدم اصطياد الأفراد الصغيرة غير الناضجة جنسياً".
ويضيف بالقول: "كما تنص الفقرة (2) من نفس المادة، على أنه يسمح بالصيد على مدار العام، باستخدام وسيلة الغدف لسمك السردين "العيد" المخصص للطعم فقط".
وإزاء ذلك أكد الخبير "الغرابي"، بأن "تفعيل الرقابة القانونية والالتزام باللوائح، يعدّ الخطوة الأساسية نحو تحقيق العدالة وحماية الثروة السمكية من العبث".
رأي حكومي
في السياق، قال مدير الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية، فرع حضرموت، المهندس "صبري لجرب" لـ "بران برس"، إنّ أدوات الصيد وسائل ضارّة بالثروة السمكية والبيئة البحرية، وبعضها وسائل صيد مسموحٌ بها، مثل "الحاوي".
وأشار "لجرب" إلى أن ما يجعل مثل تلك الوسائل ضارة، هو سوء الاستخدام، والاستغلال غير الرشيد للمخزون السمكي، واستنزافها دون مراعاة ديمومة هذه الموارد للأجيال القادمة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news