رصدت مصادر قبلية وعسكرية متطابقة في محافظة مأرب حشودًا كبيرة تابعة لميليشيا الحوثي الإرهابية في المناطق الشمالية الغربية للمحافظة، في تحرّك اعتبرته شخصيات اجتماعية تهديدًا مباشرًا للمحافظات الجنوبية، وعلى رأسها حضرموت والمهرة.
وتأتي هذه التحركات – وفق ما أكدته مصادر لـ حضرموت نيوز – في وقت تشهد فيه مأرب ارتباكًا داخليًا نتيجة اتهامات متزايدة موجّهة لقيادات تابعة لحزب الإصلاح الإخواني، بالتهاون، بل و التواطؤ مع التحركات الحوثية، عبر غضّ الطرف عن التحشيدات التي تستهدف حدود الجنوب.
اتهامات بالتنسيق غير المعلن بين الحوثيين وإخوان مأرب
شخصيات اجتماعية وناشطون في مأرب يتقدمهم الناشط الحقوقي جمال بقلان، انتقدوا بشدة ما وصفوه بـ “التقارب الخفي” بين قيادات عسكرية موالية للإصلاح وميليشيا الحوثي، مشيرين إلى أن هذه القيادات تتجنب مواجهة الحوثيين شمال مأرب، بينما تحشد باتجاه الجنوب في سلوك يثير الشكوك حول حقيقة الارتباطات والتفاهمات في المحافظة.
وتحمّل جميعها رئيس هيئة الأركان الفريق صغير بن عزيز، وقيادات المنطقة العسكرية الثالثة، إضافة إلى قيادة حزب الإصلاح، مسؤولية السماح للحوثيين بالتحرك بحرية صوب المناطق المتاخمة لحدود حضرموت.
تحركات تأتي بعد سقوط نفوذ المنطقة العسكرية الأولى
وبحسب المعطيات العسكرية، فإن هذه الحشود الحوثية تأتي بعد الضربة القاصمة التي تلقتها جماعة الحوثي والجناح الإخواني في الوقت ذاته، عقب سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على معسكرات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وطرد الميليشيات الإخوانية ـ الحوثية التي كانت تتقاسم النفوذ داخل المؤسسة العسكرية هناك.
ويمثل سقوط وادي حضرموت من أيدي الإخوان والحوثيين نقطة تحول كبرى في ميزان القوى، ما دفع الطرفين إلى تحريك أوراق ضغط بديلة في مأرب، بحسب مراقبين.
القوات الجنوبية تتقدم نحو المهرة وتغلق ثغرات النفوذ الإخواني
وفي سياق متصل، تواصل القوات المسلحة الجنوبية تثبيت سيطرتها على وادي حضرموت، فيما تتجه وحداتها إلى استكمال تحرير محافظة المهرة من بقايا نفوذ الميليشيات الإخوانية والحوثية، بعد أن تسلّمت كافة المعسكرات والمواقع الأمنية في المحافظة خلال الأيام الماضية.
ويرى محللون، أن هذا التقدم العسكري السريع أربك كليًا حسابات الحوثي والإخوان، لكون المهرة كانت تمثل منفذًا لوجستيًا وعمقًا خلفيًا لشبكات التهريب المرتبطة بالطرفين.
الجنوب: مستعد لأي تهديد
وأكدت مصادر عسكرية، أن القوات الجنوبية في كامل جاهزيتها، وأن أي محاولة للاقتراب من حدود حضرموت أو المهرة ستتعامل معها القوات المسلحة الجنوبية بقوة وحسم، مشددة على أن الجنوب “متحصّن بقواته ولا يحتاج إلى أي تضامن خارجي، لكنه يرفض الزجّ بمأرب وأهلها في صراعات قوى حزبية”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news