كشفت دراسة علمية حديثة عن صلة مقلقة بين المضافات الغذائية ومسارات المناعة لدى الأطفال، ما يشير إلى احتمال أن تكون هذه المواد عاملاً في زيادة حدة أعراض الربو.
وأوضح الباحثون أن بعض المضافات المنتشرة في الأطعمة فائقة التصنيع، مثل المحليات الصناعية، والملونات، والمواد الحافظة، قد تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز المناعي للأطفال، ما يفاقم حالات الربو لديهم. وتُستخدم هذه المضافات عادة لتحسين الطعم والمظهر أو لإطالة مدة صلاحية المنتجات.
وبيّنت الدراسة أن الأطفال يستهلكون كميات أكبر من هذه الأطعمة مقارنة بالبالغين، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية التي تشمل الحساسية، وفرط النشاط، واضطرابات الانتباه، ونوبات الربو.
كما رُبطت بعض المواد مثل بنزوات الصوديوم وميثيل بارابين بحساسية الجلد وتدهور الحالة التنفسية.
واعتمد فريق البحث على تحليل عينات دم لـ240 طفلاً (120 مصابًا بالربو و120 ضمن مجموعة ضابطة)، لرصد وجود عشر مضافات غذائية مختلفة، من بينها: نيوتام، أسبارتام، سكرالوز، حمض البنزويك، أصفر غروب الشمس، سيكلامات.
وأظهرت النتائج أن ثلاثة مركّبات تحديدًا: حمض ديهيدروأسيتيك، وحمض البنزويك، وسيكلامات، كانت الأكثر شيوعًا في العينات، وبلغت نسب وجودها في الدم أكثر من 99% في بعض الحالات، مع مستويات أعلى بكثير لدى الأطفال المصابين بالربو مقارنة بالأصحاء.
ورجّح الباحثون أن هذه المضافات تؤثر في جهاز المناعة من خلال إحداث خلل في استقلاب الخلايا التائية المساعدة والخلايا العارضة للمستضد، ما يُضعف قدرة الجسم على التحمل المناعي.
وينصح الخبراء بضرورة مراقبة النظام الغذائي للأطفال المصابين بالربو، والحد من استهلاك الأطعمة المعالجة والمعبأة، خاصة تلك التي تحتوي على ملونات ومحليات صناعية، إلى حين إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة وآلية تأثيرها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news