الحرب مستمرة ضد “الهنود الحمر”؟!

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 49 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحرب مستمرة ضد “الهنود الحمر”؟!

أتابع مظاهرات الأسبان الغاضبة والمليئة بالتضامن الحي مع الشعب الفلسطيني وأدرك أن راية الدفاع عن حق (شعب الجبارين) في الحرية وقيام الدولة انتقلت إلى الضمير الإنساني العالمي، لكن ثقة نتنياهو وهو يلقي خطابه أمام قاعة فارغة في مجلس الأمن تجعلك تدرك أنه معني بالمواقف السرية الثابتة للأجهزة والحكومات والنخب وأصحاب الثروات والمصانع.

لن يكون الأوربيون الذين يتظاهرون في شوارع مدنهم أفضل منا هكذا فجأة، كل ما قاموا به أنهم انتقلوا من الصمت والتجاهل إلى الشعور بالذنب والبدء بمراقبة ما يجري من حافة المستنقع الذي صنعته برلماناتهم وحكوماتهم على مدى أكثر من سبعةِ عقود.

عليهم تجاوز الشعور بالذنب والعار إلى الخلاص منه والتكفير عنه بالمساعدة على إزالته وليس بمداعبته وتحويله إلى شعارات واعترافات نظرية بدولة فلسطينية حصدت أصوات افتراضية في زمن كل ما فيه من سعادة افتراضي، بينما الواقع مختلف.

التعويل على نخوة مفاجئة تستيقظ في رأس “ترمب” سخافة لا تحتمل.

لا بد من التفكير والتحرك الاستباقي لجعل الأمل بوقف الهمجية خطة حقيقية لا علاقة لها برغبة ترمبية طارئة كان يأمل أن تحقق له الفوز بنوبل للسلام وهو التاجر الذي لن يتوقف عن بيع البارود.

التحالف العقائدي في المخيلة الغربية مع الحليف الذي ينشر مستوطناته بزحف منظم لن يتوقف بين يوم وليلة.

التمسك بالأمل في أن يتوقف البشر عن صناعة الحروب من أكثر الأوهام طفولية في حياتنا، لكن اليأس والانسحاق يقودنا إلى (لعل وعسى)، بينما التاريخ البشري من أوله إلى آخره سجل مرعب من الصراعات والحروب، أخبثها وأقذرها تلك التي يغلفها المعتقد والتعصب الديني والتطرف والشعور بالاصطفاء والحق في سحق الغير، وهذا الدينامو العقائدي ما يزال محركًا نشيطًا للحروب، بينما كنا نعتقد بسذاجة أن القرن الـ 21 سيحمل معه نهاية فعالية العقائد والأيديولوجيات في الصراعات، والانتقال إلى حروب الاقتصاد والمياه والطاقة والموارد، وهذه مسائل فاعلة لكنها مخلوطة بمزيج من التعصب الديني الذي يبقى يعمل في الخلفية الذهنية مثل فيروس مدمر.

لا نستطيع إنكار التخلف الإنساني الراكد في الوعي واللاوعي معًا، ولا يمكن إنكار الطبيعة البشرية القائمة على العصبية والشوفينية والصراع على الموارد. قد نمتدح مجتمعات أوروبا لصحوتها في التعاطف مع الفلسطينيين ومحنتهم، لكن مصانع الأسلحة عندهم لن تتوقف وأحزاب اليمين لن تحل نفسها، والحروب المروعة لن تتوقف. إلا إذا تغير الدينامو العقائدي والتجاري الذي يحرك العقول والمصانع، وإلا إذا فهم الغرب النرجسي أن الشعوب الأخرى التي لا تنتمي لأوهام الرجل الأبيض تستحق الحياة، وأنها ليست مشاريع للتعامل معها كما تم التعامل مع الهنود الحمر!

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

“برّان برس” يسلط الضوء على مسيرة تلاحم اليمنيين للتحرر من الاستبداد والاستعمار وصولًا للوحدة الوطنية

بران برس | 1032 قراءة 

أمير غالب: انتصرنا بالصدق والنزاهة ومحبة الناس رغم كل المؤامرات

حشد نت | 848 قراءة 

طعنة غادرة وموجعة تنهي أحلام ” الانتقالي” بدولة جنوبية مستقلة

المشهد اليمني | 751 قراءة 

ترامب يعلن بدء المرحلة الثانية لاتفاق غزة بعد تبادل الرهائن

حشد نت | 643 قراءة 

تحليل أمريكي يكشف المصدر الرئيسي للصراع داخل المجلس الرئاسي

يني يمن | 509 قراءة 

مصادر في تعز تتحدث لـ“برّان برس” عن انشقاق قيادي عسكري من صفوف الحوثيين وتروي تفاصيل خلافه مع الجماعة

بران برس | 419 قراءة 

تعرف على تفاصيل استقطاب الحو ثيين قائد عسكري بتعز(صدمة)

كريتر سكاي | 331 قراءة 

هذا ما قاله القيادي الحو ثي الصلاحي قبل انشقاقه

كريتر سكاي | 312 قراءة 

”من أجل سلامته وكرامته… مواطن في إب يضطر لبيع عمارة فاخرة هربًا من جاره وبرج اتصالات!”

المشهد اليمني | 278 قراءة 

حزمة قرارات رئاسية بتغييرات وزارية وعسكرية في اليمن

مراقبون برس | 277 قراءة