بعد أشهر من الألم والانتظار، أخيرًا جاءت خطوة نحو إغلاق جرح غائر. أقرّ المتهم في جريمة قتل الشاب اليمني علي ياسر صالح، التي هزت أركان متجر "سوق صنعاء" الصغير بشارع كليفورد، بالذنب بتهمة القتل غير العمد من الدرجة الأولى، إقرارٌ يضمن المساءلة، لكنه لن يعيد الأب أو الابن أو الصديق الذي فقده الجميع.
واشارت التفاصيل بان علي ياسر صالح، البالغ من العمر 30 عامًا، كان أكثر من مجرد مالك لـسوق صنعاء للمواد الغذائية؛ كان وجهًا مألوفًا يجسد قصة الكفاح والمثابرة لجاليتنا، وكانت يده سخية للمحتاجين والبسطاء وله إسهامات جلية في كل أعمال الخير.
وفي 23 مارس/آذار الماضي، تحول متجره الذي كان مصدر رزقه ومكان تواصله، إلى مسرح جريمة مروعة، حيث عُثر على علي مصابًا بعدة طلقات نارية وغارقًا في دمائه، ونُقل على عجل إلى مستشفى سترونغ ميموريال، حيث أعلنت وفاته في نفس اليوم، تاركًا خلفه فراغًا لا يمكن ملؤه وحزنًا أبديًا.
وكشفت التحقيقات أن دافع الجريمة لم يكن سوى رغبة وحشية في الانتقام من موظف آخر في المتجر، حيث أقدم القاتل توني براون، البالغ من العمر 48 عامًا، على ارتكاب جريمته فذهب إلى المتجر لكنه أطلق النار على علي صالح بدلًا من هدفه، في عمل عنف أحمق أزهق روح رجل كان "يمثل خيرة أبناء مجتمعنا"، على حد تعبير المدعي العام لمقاطعة مونرو، برايان غرين.
وبصوت يمزجه الحزن والإنصاف، أشار غرين إلى أن: "تصرف توني براون العنيف الأحمق أودى بحياة رجل من أبناء مجتمعنا، كان يمثل خيرة أبناءنا". مضيفًا: "إن إقراره بالذنب اليوم يضمن المساءلة، ويمنح عائلة علي وأصدقائه المكلومين فرصة لبدء رحلة التعافي الطويلة والمؤلمة".
مثل براون أمام المحكمة يوم امس الخميس ليقرّ بالذنب، في خطوة طال انتظارها، ومن المتوقع أن يُحكم عليه بالسجن 23 عامًا، تليها خمس سنوات من المراقبة بعد الإفراج عنه، ومع انتظار صدور الحكم النهائي في 19 ديسمبر/كانون الأول 2025، تتطلع الجالية اليمنية في روتشستر إلى أن تكون هذه العقوبة بلسمًا صغيرًا لجرحها العميق، وتأكيدًا على أن أرواح أبنائها ليست رخيصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news