في لحظة جوع وملل قرر جعبل أن يدخل أحد المطاعم وفجأة لمح صديقه ماجد فابتسم وقال له تعال نتغدى سوا يا ماجد يمكن الأكل يطول لكن الكلام يختصر الوقت...
جلسا معاً وما إن طال الانتظار حتى فتح جعبل قلبه قائلاً:
أحياناً أتساءل يا ماجد أي لعنة ابتُلي بها هذا الشعب المقهور حتى يُسلَّط عليه آفات وأشخاص لو عُرضوا على إبليس نفسه لاستنكرهم؟"
ابتسم ماجد بسخرية وقال:
يا جعبل إبليس لو شافهم بيقدّم طلب لجوء ويقول أنا مالي علاقة بهم إطلاقاً… هؤلاء فضيحة وكارثة...
رد جعبل:
يا ماجد الناس طيبة وصابرة لكن الابتلاء جاهم بأشكال بشرية غريبة كل يوم يطلعوا لنا موضة ونثره جديدة… ونحنا مش ناقصين والله.
هزّ ماجد رأسه وقال:
هؤلاء مصممين على الأذية تصميم لو كانوا اخترعوا شيئاً ينفع البشرية كان زمان وصلنا المريخ...
تنهد جعبل قائلاً:
الله المستعان… حتى إبليس مستغرب، يقول: أنا علمتهم الشر لكن هم أبدعوا فيه زيادة...
ابتسم ماجد بمرارة:
يا جعبل إحنا مش في بلاء عادي إحنا في مسلسل تركي طويل حلقاته ما تخلصش والبطولة فيه مطوَّلة لدرجة إننا ما عدنا نعرف نهايته. حسبنا الله ونعم الوكيل..
ثم صرخ ماجد بصوته يا مباشر فين الطلب؟ كم لنا على ما طلبناه؟
فرد المباشر ضاحكاً
خلي جعبل ينفعك!!!!!!
وهكذا بين جوع وانتظار وضحكٍ ممزوج بالوجع بدت القصة كأنها مرآة لواقعٍ نعيشه جميعاً واقع مؤلم لا ندري متى ينتهي وكأننا في مسلسل طويل ويا ليت المسلسل له مخرج واحد لكنه يضم أكثر من مخرج وأكثر من مطبّل وأكثر من مدافع ومستميت وأكثر من مهرّج ومنافق وأكثر من خبير يطلّ علينا كل يوم وكأنه يملك مفاتيح الحل بينما هو جزء من البلاء نفسه والمصيبة ليست هنا فقط بل في أن المشاهد تتكرر نفس السيناريو نفس الحوارات المملة نفس النهاية المفتوحة ولكن بأبطال جدد يرتدون الأقنعة القديمة.
حتى صرنا نتساءل هل هي لعنة وحلّت علينا؟!
أم أنه قد كُتب علينا أن نظل عالقين في هذا الفلم الذي لا نهاية له؟
وفي الأخير…
يبقى هذا الشعب الطيب هو المتفرج الوحيد الذي دفع ثمن التذكرة من عمره ولقمة عيشه بينما المخرجون والمطبلون والمستميتون يعيشون دور البطولة على حسابه.
فيا ترى… متى ينتهي هذا العرض البائس؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news