تتجه الأنظار السياسية والاقتصادية إلى العاصمة السعودية الرياض حيث يُتوقع انعقاد اجتماع مرتقب خلال الأيام القليلة القادمة يضم مجلس القيادة الرئاسي بكامل أعضائه، واللجنة الرباعية الدولية المعنية بالملف اليمني، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء سالم بن بريك الذي أنهى مؤخرًا زيارة ناجحة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، قوبلت بتفاؤل سياسي واسع بعد لقائه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومجموعة من القادة والمسؤولين الإماراتيين الداعمين لمسار الإصلاحات ، بالإضافة إلى لقاءات رئيس الوزراء مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس بن قاسم الزبيدي وكذلك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عبدالرحمن ابوزرعه المحرمي حيث قدما مجددا دعمهم لخطط رئيس الوزراء والاصلاحات التي يجريها.
وكان رئيس الوزراء قد التقى خلال الأيام الماضية في الرياض وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في لقاء وصف بأنه استراتيجي ومفصلي، أفضى إلى تقديم دعم مالي سعودي سخـي لحكومة بن بريك ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى معالجة الانهيار المعيشي والخدمي في المناطق المحررة وعلى رأسها الجنوب الذي يواجه تحديات معيشية خانقة وانقطاعًا تامًا للرواتب والخدمات الحيوية.
ويأتي هذا الحراك في ظل تصاعد الغضب الشعبي من أداء مجلس القيادة الرئاسي الذي بات موضع تشكيك واسع ليس فقط من الشارع الجنوبي، بل من مختلف المكونات السياسية اليمنية بسبب حالة الانقسام بين أعضائه، وتضارب التوجهات، وغياب القرار الموحد، ما أفقده أي تأثير فعلي في إدارة الأزمة المتفاقمة أو في توجيه مؤسسات الدولة نحو الاستقرار.
ويتوقع أن يشهد اجتماع الرياض المقبل نقاشات حاسمة حول آلية تنفيذ الإصلاحات العاجلة ومصير الدعم المالي المقدم وأولويات صرفه خصوصًا ما يتعلق برواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، وسط مطالبات من القيادات الجنوبية بإعادة هيكلة المجلس الرئاسي بما يتوافق مع متغيرات الواقع السياسي والعسكري على الأرض، وتوحيد القرار السيادي بعيدًا عن التجاذبات الشخصية والمحاصصات التي عطلت كل مسار إصلاحي خلال الفترات السابقة.
ويضع المراقبون هذا الاجتماع على المحك باعتباره الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة الثقة بالحكومة ومجلس القيادة، فيما إذا فشل الاجتماع في الخروج بنتائج ملموسة فإن الأمور مرشحة للانفجار في الشارع وسط مؤشرات غضب شعبي تتصاعد يوماً بعد آخر وتضع الجميع أمام مسؤوليات تاريخية لن تحتمل مزيداً من التسويف أو التلاعب السياسي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news