سمانيوز/عدن/خاص
يشهد المشهد السياسي الجنوبي حالة من التوتر والانقسام قبيل أيام من إحياء ذكرى ثورة 14 أكتوبر، وذلك على خلفية تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي. فقد وجه القيادي الحراكي البارز عبد الرحمن الشنفرة اتهامًا شديد اللهجة، واصفًا “من يريدون ضم محافظتي تعز ومأرب إلى الجنوب” بـ “الخونة”.
حدث في فعالية نضمتها قوى الحراك في محافظة الضالع
تأتي هذه المواقف المنددة في وقت يستعد فيه الانتقالي وأنصاره لحشد الدعم لمطالب فك الارتباط وعودة الدولة الجنوبية، فيما تصاعدت أصوات النقد الحقوقية والإعلامية محذرة من تداعيات هذه التصريحات على وحدة الصف الجنوبي.
الأعسم: “عيدروس شوش على وعينا الجنوبي وخرط عداد ثوابتنا”
تضمن الرد الإعلامي الأشد قسوة ما كتبه الإعلامي وعضو مجلس قيادة الحركة ياسر الأعسم تحت وسم #الجنوب_في_علاقي!. واعتبر الأعسم تصريح القائد عيدروس “قفزة كبيرة خارج الإطار” وربما “أجرأَ تصريح لمسؤول جنوبي منذ صيف 94”.
ومع إقراره بجرأة التصريح، عبر الأعسم عن مخاوفه، قائلاً: “نريد أن ننتشي ونحلف بعبقريتهم، لكننا نخشى أن تخوننا عواطفنا، فنكون شهود زور على حدث من نسيج خيالهم”. وشدد الأعسم على أن التفويض المعطى للزبيدي كان “لاستعادة الجنوب لا غير”.
ووصف الأعسم أثر التصريحات على الداخل الجنوبي بالقول: “عيدروس لم يخلط أوراقهم شمالاً، لكنه أيضاً شوش على وعينا الجنوبي الثوري، وخرط عداد ثوابتنا”. كما أعرب عن انزعاجه من اتخاذ القرارات المصيرية بشكل فردي: “يزعجنا أن يجلسوا أمام مذيع أو صحفي، وفي لحظة نشوة تأخذهم العزة، وينتعون قراراً من رؤوسهم، دون أن يشغلوا بالهم بمشاعر شعبهم”.
مخاوف من صراعات داخلية في ساحة الاحتفاء بالذكرى
تزايدت المخاوف الأمنية والاجتماعية من أن تؤدي حالة الشحن والاستقطاب الحادة التي غذتها التصريحات الأخيرة إلى صراعات أو احتكاكات في ساحات الاحتفاء بذكرى 14 أكتوبر. ويُنظر إلى هذا التوتر على أنه انعكاس لحالة صراعات عميقة في الواقع الجنوبي، حيث تتصارع القوى والمكونات على تحديد هوية ومسار المستقبل السياسي للجنوب.
السقلدي: خطابات مضطربة تحول القضية إلى مهزلة
انضم الصحفي والكاتب السياسي صلاح السقلدي إلى موجة المنتقدين، محذراً من العواقب الوخيمة للسياسات الحالية. قال السقلدي: “أخشى أن تكون القضية الجنوبية قد تم تحويلها إلى مهزلة ومسرحية كوميدية للسخرية والتندر، وإفراغها بالأخير من جوهرها السياسي وتمييع مشروعها من خلال خطابات مضطربة مرتجلة وقرارات لحظية متفردة.”
استنكار حقوقي: لا وصاية على شعب الجنوب
وفي السياق ذاته، استنكرت الحركة المدنية الحقوقية، التي تُعنى بمكافحة الفساد والدفاع عن الحقوق والحريات العامة، تصريحات القيادات. أشار محمد الحريبي، المشرف العام للحركة، إلى أنه “لا يجوز لأي قيادي جنوبي مهما كانت صفته الحديث بصفة الوصي عن شعب الجنوب أو ما يمس سيادته والثوابت”، مؤكداً أن “تلميحات تصدر بهذا الشكل تأتي بردود عكسية على الواقع الجنوبي الذي للأسف يزيد انقساماً مع هكذا تصريحات.”
استياء شعبي واستعدادات لـ 14 أكتوبر
أثارت دعوات ضم محافظتي تعز ومأرب موجة غضب واسعة في الأوساط السياسية والشعبية، خاصةً وأن المحافظتين لهما أهمية استراتيجية ورمزية كبيرة. وفي المقابل، بدأ أنصار المجلس الانتقالي فعليًا في الاستعداد لذكرى 14 أكتوبر، حيث شوهدت عمليات واسعة لطباعة الأعلام المرتبطة بالجنوب العربي، إلى جانب شعارات “إعادة التفويض” لرئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، في إشارة إلى حشد الدعم لسياساته.
وتشير تقارير إلى وجود استياء شعبي كبير ومتصاعد تجاه سياسات المجلس الانتقالي الجنوبي في المناطق التي يسيطر عليها، بسبب التدهور الاقتصادي والخدمي، وتصريحات القيادات المتوترة التي تضع المجلس في مرمى الانتقادات قبيل ذكرى أكتوبر.
انتهى
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news