العربي نيوز:
وردت للتو، مشاهد فيديو وصور صادمة، لإعلان وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، الانفلاب على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتأييده انفصال جنوب اليمن، برئاسة عيدروس الزبيدي، بتأديته التحية لنشيدها وعلمها، مفجرا غضبا يمنيا عارما.
وثار غضب عارم بين اوساط اليمنيين في الداخل والخارج، وموجة جدل جديدة واسعة على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، جراء ظهور وزير الدفاع الداعري، وهو يؤدي التحية لعلم التشطير الانفصالي الذي يرفعه "المجلس الانتقالي الجنوبي" لدى زيارته احد معسكرات مليشيا المجلس في لحج.
استفزت
مشاهد فيديو
و
صور
زيارة وزير الدفاع الفريق محسن الداعري، الاحد (4 اكتوبر) معسكر اللواء الخامس "دعم وإسناد" التابع لـ "الانتقالي" بمديرية ردفان محافظة لحج؛ غضب اليمنيين في الداخل والخارج، لظهور علم التشطير الانفصالي وعلمي السعودية والامارات، وغياب علم الجمهورية اليمنية.
وبجانب ظهور راية علم ما كان يُعرف بـ "جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية" قبل اعادة توحيد شطري اليمن في 22 مايو 1990م، في المنصة وعلى صدور منتسبي اللواء، وصورة رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"؛ جرى بث ما يسمى "النشيد الوطني للجنوب"، وغاب النشيد الوطني للجمهورية اليمنية.
مع ذلك ظهر الفريق الداعري بصفته وزيرا للدفاع في حكومة الجمهورية اليمنية ومجلسها الرئاسي، ونشر على
حسابه
بمنصة إكس (توتير سابقا) و
المركز الاعلامي
للقوات المسلحة، ووكالة الانباء الحكومية (
سبأ
)، نقله تحيات "مجلس القيادة الرئاسي" وإشادته بـ "الانضباط والقيافة والجاهزية لمنتسبي اللواء".
وسخر سياسيو وناشطو "الانتقالي" من احتجاجات اليمنيين، وعلق احمد الحامد على خبر الزيارة بحساب الداعري، بقوله: "تحية لوزير الدفاع، استمر رتبوا القوات المسلحة الجنوبية وابنوها ونظموا صفوفها ونحن معكم، تعاملوا معهم بذكاء مثل ما تعاملوا مع الجنوب بعد كل زيارة للقوات المسلحة الجنوبية ".
مضيفا في
التعليق
على تهنئة وزير الدفاع لمنتسبي مليشيا "الانتقالي" بـ "أعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر" و"الاستعداد لمعركة الخلاص من المليشيا الحوثية"، بقوله: "اعلموا لهم خبر فيه سبتمر ومعركة اليمن الكبير وكلام من هذا القبيل عشان تهدا اعصابهم واستمروا في برنامجكم".
ويصر "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على حظر اي مظاهر احتفاء او احتفال بذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، أو رفع علم الجمهورية اليمنية، في عدن والمحافظات الجنوبية، مقابل اصراره على رفع علم التشطير الانفصالي، وتفتيت النسيج الوطني للمجتمع اليمني بممارسات عنصرية ومناطقية.
تفاصيل:
"الانتقالي" يباشر الانفصال بقرار يسري اليوم!
يواصل "الانتقالي الجنوبي"، سعيه للسيطرة على كامل جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ وانتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".
وتتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، دون ضبط الجناة.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
تفاصيل:
الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.
عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
تفاصيل:
غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news