نال الدولي الإنجليزي ماركوس راشفورد، نجم برشلونة، جائزة رجل مباراة فريقه أمام إشبيلية، رغم الخسارة الكبيرة التي تعرض لها الفريق الكتالوني.
ومُني برشلونة بأولى هزائمه في الليجا هذا الموسم، بعدما خسر على يد مضيفه إشبيلية، بنتيجة 4-1، اليوم الأحد، على ملعب رامون سانشيز بيزخوان، ضمن لقاءات الجولة الثامنة لليجا.
ودخل برشلونة المباراة دون نجميه لامين يامال ورافينيا، اللذين غابا بسبب الإصابة.
وسجل رباعية الفريق الأندلسي، أليكسيس سانشيز (13' ضربة جزاء)، وإسحاق روميرو بيرنال (36')، وخوسيه أنخيل كارمونا (90')، وأكور أدامز (90'+6').
بينما سجل ماركوس راشفورد، هدف برشلونة الوحيد في الدقيقة (45+1)، فيما أهدر روبرت ليفاندوفسكي ركلة جزاء للبارسا عند الدقيقة 76، عندما كانت النتيجة تشير إلى تقدم إشبيلية (2-1).
ومع ذلك، ورغم تقديم إشبيلية لواحدة من أفضل مبارياته مؤخرًا، إلا أن راشفورد اختير رجل المباراة.
وحصل راشفورد، على أعلى تقييم في المباراة (7.9)، وجاء بعده خوسيه أنخيل كارمونا، ظهير أيمن إشبيلية (7.8).
ويعد الأمر غريبًا بعض الشيء، خاصة أن الجائزة تمنح عادة لأحد لاعبي الفريق المنتصر، وليس لفريق خاسر وبرباعية.
وهذه الهزيمة هي الثانية على التوالي لبرشلونة، بعد خسارته في المباراة الماضية على أرضه أمام باريس سان جيرمان (2-1) بدوري أبطال أوروبا.
بتلك الهزيمة، فقد برشلونة صدارة ترتيب الليجا لصالح ريال مدريد، وتوقف رصيده عند 19 نقطة في المركز الثاني، فيما رفع إشبيلية رصيده إلى 13 نقطة في المركز الخامس.
أرقام راشفورد
وخاض برشلونة 8 مباريات في الدوري الإسباني بالموسم الحالي، انتصر في 6 مباريات أمام ريال مايوركا وليفانتي وفالنسيا وخيتافي وريال أوفيدو وريال سوسيداد، بينما تعادل أمام رايو فاليكانو وخسر اليوم أمام إشبيلية.
وكان راشفورد قد انضم إلى صفوف برشلونة مطلع الموسم الحالي على سبيل الإعارة قادمًا من مانشستر يونايتد، علمًا بأنه قضى النصف الثاني من الموسم الماضي معارًا إلى أستون فيلا أيضًا.
ودخل راشفورد في العديد من المشاكل مع مدرب مان يونايتد روبن أموريم، ليخرج من حساباته ويتجه إلى أستون فيلا، قبل أن ينضم إلى برشلونة بداية من الموسم الحالي.
ومنذ انضمامه سجّل راشفورد هدفًا وحيدًا في الليجا كان في شباك إشبيلية، بينما صنع 4 أهداف، بينما في دوري أبطال أوروبا، خاض مباراتين، وسجّل هدفين جاءا في شباك نيوكاسل، بجانب تمريرة حاسمة.
راشفورد يجد ضالته
منذ انضمامه المفاجئ إلى برشلونة، يعيش راشفورد فترة تألق لافتة أعادت إليه بريقه الذي افتقده في المواسم الأخيرة مع مانشستر يونايتد.
ووجد اللاعب الإنجليزي في أسلوب المدرب هانز فليك بيئة مثالية لإطلاق سرعته وقدراته الهجومية، حيث منحه حرية التحرك على الأطراف والدخول إلى العمق لاستغلال مهارته في المراوغة والتسديد.
وأصبح راشفورد أحد أبرز مفاتيح اللعب في الفريق الكتالوني، بفضل سرعته الكبيرة وانفجاره الهجومي في المساحات، حيث لم يعتمد عليه فليك كجناح فقط، بل أحيانا كمهاجم ثانٍ أو رأس حربة متحرك، ما جعل دفاعات الخصوم تواجه صعوبة في مراقبته، فقدرته على التسجيل وصناعة الفرص جعلته أحد العناصر الأكثر تأثيرا في الفريق، خصوصاً في المباريات الكبرى.
كما ساهم الانسجام السريع الذي نشأ بينه وبين بيدري وروبرت ليفاندوفسكي في تعزيز فعالية برشلونة الهجومية، إذ أضحت الجبهة اليسرى مصدر تهديد دائم للمنافسين.
وبتحسن مستواه الذهني والبدني، بات راشفورد أكثر نضجا في قراراته داخل الملعب، مفضلاً اللعب الجماعي على الفردية المفرطة.
هذا التألق جعل جماهير برشلونة تعتبره أحد أنجح صفقات الفريق في السنوات الأخيرة، ونقطة تحول في خط الهجوم الذي يبحث عن الحيوية منذ رحيل ميسي، ليبدو أن راشفورد وجد في النادي الكتالوني المكان المثالي لاستعادة مكانته بين نجوم أوروبا.
بزوغ من رحم المعاناة
تألق راشفورد مع برشلونة جاء بعد فترة تراجع واضحة في مستواه مع مانشستر يونايتد، حيث لم يعد اللاعب بنفس التأثير الذي عرفه الجمهور في المواسم السابقة، بعد أن كان أحد أبرز نجوم الفريق وهدّافه الأول في موسم 2022–2023، لكن تراجع مردوده بشكل ملحوظ، سواء من حيث التسجيل أو المساهمات الهجومية، ما أثار قلق الجماهير وتساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض.
أحد أبرز العوامل وراء معاناة راشفورد هو الضغط النفسي الكبير الناتج عن توقعات الجماهير والإعلام، بالإضافة إلى التغييرات في الأجهزة الفنية للشياطين الحُمر، إذ رحل الهولندي إيريك تين هاج، وحل روبن أموريم بدلا منه.
وجعل غياب الاستقرار الفني راشفورد غير قادر على التأقلم مع أدوار مختلفة، تارة على الجناح الأيسر وتارة كمهاجم صريح، مما أفقده الاتساق في الأداء.
كما أثرت مشاكله البدنية وتراجع لياقته على سرعته وانطلاقاته المعتادة، بينما بدت ثقته بنفسه مهزوزة داخل الملعب، إذ أصبح يتردد في اتخاذ القرار بين التسديد والتمرير. أضف إلى ذلك ضعف المنظومة الهجومية للفريق، التي جعلته معزولاً في كثير من المباريات.
يأتي ذلك قبل أن يتعرض للتهميش التام في الموسم الماضي، ليخرج معارا في منتصفه، إلى أستون فيلا، قبل العودة للنادي الذي أرسله إلى برشلونة بذات الطريقة.
المصدر / كووورة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news