المرسى – خاص
في مباردة شبابية نوعية، أطلق شباب مدينة تعز في 30 أيلول سبتمبر الماضي، مبادرة مجتمعية لزراعة 5 آلاف شجرة في شوارع المدينة، استكمالًا لمشروع التشجير الذي بدأته مديرة صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري.
وتأتي هذه المبادرة وفاءً لروح الناشطة البيئية المشهري وتخليدًا لرسالتها في حماية البيئة وتعزيز المساحات الخضراء داخل مدينة تعز التي تعاني من التلوث والازدحام العمراني في ظل الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي الإرهابية على المدينة منذ 10 سنوات.
وبحسب القائمون أن المبادرة التي قادها شباب ونساء تعز، تمثل رسالة وفاء للشهيدة افتهان المشهري، وتجسيدًا لإصرار المجتمع على مواصلة ما بدأته من مشاريع خدمية وتنموية تهدف إلى تحسين وجه تعز البيئي والحضري، وإدانة مستمرة لجريمة الاغتيال الآثمة التي طالتها في 18 سبتمبر الماضي وسط المدينة.
– مبادرة زراعة 5 آلاف شجرة
يقول الصحفي والناشط المجتمعي رامز الشارحي، إن مبادرة زراعة خمسة آلاف شجرة أطلقها مجموعة من شباب ونساء تعز بهدف استكمال مشروع مديرة صندوق النظافة والتحسين بتعز افتهان المشهري الساعي لزيادة المساحات الخضراء في المدينة.
وأضاف الشارحي وهو أحد القائمين على المبادرة خلال حديثه لـ”المرسى الإخباري” أن المبادرة تهدف لانعاش المنظر الجمالي في المدينة باعتبارها كمشروع بيئي يسهم في تحسين البيئة والصحة العامة للمواطنين، في ظل التغيرات المناخية والتلوث البيئي الذي تشهده اليمن.
وتابع :”سنقوم بزراعة 5 ألف شجرة في مختلف شوارع المدينة وفق خطة مسبقة أقرتها الشهيدة المشهري، وبأنواع مختلفة من النباتات والأشجار”.
وأكد الشارحي أن المبادرة تعد تكريمًا لجهود الراحلة المشهري وحفظًا لذكرى مساعيها النبيلة في خدمة تعز وسكانها وستبقى أثرًا جميلًا يتذكرها الناس من خلاله.
– حكاية خضراء
من جهته يعتبر رئيس المركز اليمني للإعلام الأخضر معاذ المقطري، أن مبادرة زراعة خمسة آلاف شجرة في شوارع مدينة تعز هي أقرب ما تكون إلى نص أخضر يُكتب بذاكرة الناس، تخليدًا لروح إفتهان المشهري.
ويقول المقطري خلال حديثه لـ”المرسى الإخباري”، إن “نص حكاية تقول لنا أن إفتهان التي قاومت الفساد وأدارت صندوق النظافة بروح المسؤولية، تغادرنا جسدًا لكنها تعود اليوم كغابة من الأمل، كظلّ في شوارع المدينة، وكأكسجين يتنفسه أطفال تعز كل صباح”.
ويشير إلى أن هذه المبادرة تكمل مشروعها الذي بدأته بجهدها وعزمها، وتحول قصتها إلى “حكاية خضراء” لا تُمحى. من هنا ستظل تمر إفتهان، كلما كبر غصن، أو أثمرت شجرة، أو شعر الناس بجمال مدينتهم يتجدد.
أما بالنسبة للأهمية البيئية لهذه المبادرة تبرز بأن الأشجار تُساهم بشكل كبير في امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، مما يساعد على تخفيف الاحتباس الحراري والتلوث البيئي في المدينة ذات الكثافة السكانية.
وهذا ما يؤكده المقطري حيث يؤكد أننا أمام خطوة مهمة تلامس حاجة ملحّة في مدينة مكتظة بالغبار والاختناقات، حيث التشجير يعني صحة أفضل، وهواء أنقى، وراحة نفسية لأهلها.
أما رمزيًا، فهي بمثابة نصب تذكاري حي، لا من حجرٍ بارد، بل من حياة متجددة، تخلّد شهيدة النزاهة وتربط بين دمها المسفوك وأوراقٍ خضراء تُقاوم الموت.
إننا بحاجة إلى مبادرات كهذه، تربط العدالة بالبيئة، والذاكرة بالمدينة، وتجعل من الوفاء فعلًا عمليًا. إفتهان رحلت، لكن روحها لن تُدفن؛ ستظل تقودنا كشجرةٍ مورقة في صميم تعز. كما يقول معاذ.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news