تتصاعد المؤامرات على الجنوب بوتيرة متسارعة، في ظل محاولات إقليمية ودولية لإعادة رسم المشهد بما يخدم مصالحها الخاصة على حساب قضية شعبه العادلة، ومع كل منعطف سياسي، تتضح ملامح المخطط أكثر، إضعاف الصف الجنوبي، تغذية الانقسامات، وتهميش المشروع الوطني الجامع.
المرحلة لم تعد تحتمل صمتاً أو تردداً فالمشهد يفرض على كل القوى الجنوبية إعادة إحياء مشروع "التسامح والتصالح" الذي مثل في يوم من الأيام صمام أمان، وأسس لمرحلة جديدة من التلاقي والالتفاف حول الهوية الجنوبية، فالخلافات مهما تعمقت تبقى صغيرة أمام حجم التحديات التي يواجهها الجنوب، وأمام الأطراف التي تسعى لإبقاءه ساحة صراع لا تنتهي.
الشرعية من جهة، وبعض دول الإقليم من جهة أخرى، يشتركان في هدف واحد، إبقاء الجنوب ضعيفاً وممزقاً، حتى يظل ورقة ضغط لا مشروعاً وطنياً مستقلاً، ومن هنا تبرز الحاجة إلى"اصطفاف وطني صادق"، يضع مصلحة الجنوب فوق أي حسابات شخصية أو حزبية، ويقطع الطريق على كل محاولات الالتفاف على إرادة شعب الجنوب.
إن إعادة الاعتبار لمشروع التسامح والتصالح اليوم ليست مجرد خيار سياسي، هي ضرورة وجودية لضمان بقاء الجنوب متماسكاً في مواجهة العواصف، والشعوب التي تفشل في توحيد صفوفها تدفع لاحقاً أثماناً مضاعفة.
المعركة الحقيقية ليست فقط مع الخصوم في الخارج، إنما مع حالة التشرذم الداخلي التي إذا استمرت ستفتح الأبواب واسعة أمام أي تدخل خارجي، الجنوب بحاجة إلى قرار شجاع "العودة إلى جذور الوحدة الوطنية الجنوبية، وتجديد العهد بأن الدم الجنوبي خط أحمر، وأن المشروع الوطني أكبر من الجميع".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news