كشفت تحقيقات منصة ديفانس لاين المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية عن طبيعة وبرامج التعبئة الحوثية، التي تنفذها الجماعة المدعومة من إيران بهدف عسكرة المجتمع وتأطيره أيديولوجيًا، مستنسخة تجربة “البسيج” الإيراني. وأوضح التحقيق أن الحوثيين أطلقوا برامجهم التعبوية منذ الأيام الأولى لسيطرتهم على صنعاء، مع التركيز على إعداد مقاتلين وتجهيز المجتمع لخوض حروب طويلة تحت شعارات دينية وطائفية.
وأشار التقرير إلى أن زعيم المليشيات أعلن أن عدد المتدربين في برامج التعبئة والفكرية والعسكرية تجاوز المليون و18 ألف شخص، مؤكداً ما وصفه بالجهوزية العسكرية التي تتفوق على القوات النظامية. وجاءت هذه التعبئة بعد أحداث السابع من أكتوبر، تحت شعار “طوفان الأقصى” و”معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، مستهدفة الأطفال والشباب والموظفين، من خلال مراكز صيفية، ومساجد، ومدارس، وجامعات، ودورات فكرية وعسكرية مكثفة.
مراحل التعبئة
تشمل التعبئة الحوثية مرحلتين أساسيتين:
1. التلقين الأيديولوجي: حيث يتم استقطاب المشاركين لتلقينهم أفكار الجماعة وتعليمهم أساسيات “العمل الجهادي”، عبر محاضرات ومطبوعات ومناهج طائفية، مع التركيز على الأطفال والشباب لضمان استدامة المشروع العقائدي.
2. التدريب العسكري: ينقسم إلى أربع مراحل، تبدأ بالدورات العسكرية المفتوحة، مرورًا بالتدريب العملي على السلاح الخفيف والمتوسط، وصولاً إلى الدورات القتالية التخصصية، حيث يُشكل المشاركون في ألوية وكتائب احتياطية، تتوزع بين قوات جهادية مسلحة، احتياط يتقاضى رواتب وحوافز، ومتطوعين بلا مقابل. ويشمل الاستقطاب النساء من خلال الهيئات النسائية والجناح الأمني “الزينبيات”.
الهيكل التنظيمي
أنشأت الجماعة لجنة عليا للتعبئة والتحشيد، وعينت لها فروعًا في مختلف المؤسسات والمحافظات، مع منح المسؤولين صلاحيات واسعة، وهم غالباً مقربون من زعيم الجماعة. وتشمل القيادات الرئيسية:
عبد الرحيم الحمران: رئيس اللجنة المركزية للحشد والتعبئة، ومعه شقيقه قاسم الحمران.
ناصر اللكومي: مسئول دائرة التعبئة في وزارة الدفاع.
علي الصيفي: وكيل وزارة الداخلية لقطاع الموارد البشرية والمالية، مسؤول الحشد والتجنيد.
حسن الصعدي: وزير التربية والتعليم، مسؤول التعبئة في الجامعات والمدارس.
عبدالحكيم الضحياني ومحمد الحيمي: مسؤولون عن المراكز الصيفية والأنشطة الشبابية.
وعلى المستوى السياسي، يشرف محمد مفتاح على اللجنة المركزية للحملة الوطنية لنصرة الأقصى، وضيف الله رسام على التلاحم الشعبي القبلي. وفي المحافظات، توزعت المسؤوليات بين شخصيات مقربة من صعدة، مثل خالد المداني في صنعاء، وعبدالله المنبهي في صعدة، وأحمد البشري في الحديدة، وعبدالفتاح غلاب في إب، وبدر المجشع في مأرب.
وخلص التقرير إلى أن التعبئة الحوثية تعد مشروعًا إستراتيجيًا طويل الأمد لإنتاج جيش شعبي عقائدي على غرار البسيج الإيراني، يضمن للمليشيات السيطرة على المجتمع واستدامة الحرب، ويجعل من أنشطتها العسكرية والفكرية جزءًا من نظام متكامل لإدارة المجتمع وتجنيده، بعيدًا عن الضوابط الدستورية والقانونية في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news