حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني من قيام مليشيا الحوثي الإرهابية باستخدام عدد من المواقع الأثرية كمخازن للأسلحة ومخابئ عسكرية، في انتهاك سافر للقيم الإنسانية ولحرمة التراث الإنساني العالمي، ما يعرض تلك المواقع لخطر الدمار والفقدان النهائي.
وفي كلمته خلال جلسة بعنوان “الثقافة والعمل المناخي | الحقوق الثقافية | الثقافة، التراث والأزمات”، ضمن فعاليات مؤتمر “موندياكولت 2025” المنعقد في مدينة برشلونة الإسبانية، شدد الإرياني على أن المليشيا مستمرة في احتجاز أربعة من موظفي منظمة اليونسكو منذ عام 2021، إضافة إلى نحو خمسين موظفاً من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولحصانة العاملين في المنظمات الدولية.
ودعا الإرياني إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، مطالباً المجتمع الدولي بإدانة هذه الممارسات التي تستهدف الثقافة ومن يعملون على حمايتها، وإعلان تضامنه مع منظمة اليونسكو التي تواجه تحديات جسيمة في هذا السياق.
وتطرق الوزير إلى الأضرار الواسعة التي لحقت بالمدن والمواقع التاريخية في اليمن نتيجة الحرب والإهمال، مشيراً إلى أن جهوداً محلية ودولية نجحت في ترميم عدد من تلك المواقع، مثمناً الدعم المقدم من المملكة العربية السعودية عبر وزارة الثقافة والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إلى جانب الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو.
وأكد الإرياني أن الثقافة لم تعد مجرد مكون من مكونات الهوية، بل أصبحت عنصراً محورياً في مواجهة التحديات العالمية مثل النزاعات وتغير المناخ والكوارث، كونها تمنح المجتمعات القدرة على الصمود، وتحفز الحلول المحلية، وتعزز التماسك الاجتماعي والانتماء الوطني.
وأشار إلى أن التراث الثقافي المادي وغير المادي يمثل رصيداً حضارياً مشتركاً يجب الحفاظ عليه، باعتباره أداة لبناء مستقبل متوازن يجمع بين الإنسان والبيئة، مشدداً على أن التجربة اليمنية تؤكد أن الثقافة كانت ولا تزال وسيلة صمود وسلام في وجه الأزمات التي سببتها الحرب والانقلاب الحوثي.
كما نوه الوزير بالاتفاقية الموقعة مع الولايات المتحدة، والتي أسهمت في استعادة عدد من القطع الأثرية المنهوبة، معرباً عن تقديره للحكومات الفرنسية والسويسرية والبريطانية لدعمها المتواصل، داعياً دول الاتحاد الأوروبي إلى توقيع اتفاقيات مشابهة مع وزارة الثقافة لتعزيز الجهود في مواجهة تهريب الآثار وتجفيف مصادر تمويل مليشيا الحوثي.
وفي ختام كلمته، شدد الإرياني على أهمية تكثيف التعاون الدولي لحماية التراث المهدد جراء النزاعات والمناخ، ودعم المبادرات المحلية المستندة إلى المعارف التقليدية، مؤكداً أن الاستثمار في الثقافة هو استثمار في السلام، وأن الرهان على الثقافة هو رهان على مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news