الجنوب اليمني:
كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، بعدم السماح له بإقامة أي نشاط خاص بالمجلس خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك، التي رافق فيها رئيس المجلس رشاد العليمي للمشاركة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
التحذير الأميركي، الذي نُقل للزبيدي أثناء وجوده في نيويورك، دفعه إلى الالتزام بالبرنامج الرسمي للوفد اليمني، وحضور معظم اللقاءات الدبلوماسية، قبل أن يغادر الولايات المتحدة مبكرًا هذا العام، خلافًا لما اعتاد عليه في زياراته السابقة التي كانت تتضمن لقاءات إعلامية وتحركات مستقلة باسم “الجنوب”.
ولم يظهر الزبيدي في الصورة الرسمية التي نشرتها وكالة سبأ الحكومية لوفد المغادرة، كما لم يكن على متن الطائرة التي أقلت الرئيس العليمي والوفد المرافق، وفقًا لما أكده مصدر رسمي، مشيرًا إلى أن البروتوكول كان مشددًا هذا العام، ما حال دون تنفيذ أنشطة كان الانتقالي قد أعد لها مسبقًا.
وتأتي مشاركة الزبيدي السنوية في وفد الأمم المتحدة بعد نقاشات داخل مجلس القيادة، غالبًا ما تُحسم بضغط من الرئيس العليمي، الذي يرى أن استبعاده قد يخلق توترًا سياسيًا في العاصمة المؤقتة عدن، الخاضعة لسيطرة قوات تابعة للمجلس الانتقالي.
وفي زيارات سابقة، استغل الزبيدي وجوده في نيويورك لعقد لقاءات مع مسؤولين دوليين، والترويج لمشروع الانفصال، في تحركات اعتُبرت مناقضة لتوجهات مجلس القيادة الرئاسي. ففي العام الماضي، التقى وزير الخارجية الأوكراني، بينما كان العليمي يلتقي نظيره الروسي، في مشهد عكس تباينًا واضحًا في الخطاب السياسي داخل الوفد الرسمي.
وكان الزبيدي يحرص على البقاء لفترة أطول في الولايات المتحدة بعد انتهاء الاجتماعات، ويقوم بجولات في ولايات أميركية يلتقي خلالها بما يسميها “الجاليات الجنوبية”، وسط تغطية إعلامية مكثفة من وسائل إعلام الانتقالي التي تصوّر تلك اللقاءات كتمثيل لـ “دولة غير موجودة”.
وأثارت هذه التحركات انتقادات واسعة، من بينها منشور لأستاذ العلوم السياسية عبدالحكيم السادة، الذي تساءل عن جدوى اصطحاب الزبيدي ضمن الوفد الرسمي، معتبرًا أن وجوده يقتصر على الترويج لنفسه ولمشروعه الانفصالي، في حين أن الوفد يُفترض أن يمثل الجمهورية اليمنية الموحدة.
وفي تطور سابق، أصر الزبيدي على إلقاء كلمة اليمن أمام قمة السلام في مجلس الأمن، رغم أن الكلمة كانت مخصصة لوزير الخارجية، وقدمتها وسائل إعلام الانتقالي على أنها كلمة “الوفد الجنوبي”، مضيفة إليها مطالب بدعم مشروع الانفصال، في سابقة لم تحدث منذ إعلان الوحدة اليمنية عام 1990.
ويعكس التحذير الأميركي الأخير، وإن لم يُعلن رسميًا، تغيرًا في الموقف الدولي تجاه تحركات الزبيدي، ويعيد طرح سؤال جوهري حول طبيعة تمثيله داخل الوفد الرسمي، وحدود التباين السياسي داخل مجلس القيادة الرئاسي.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news