يمن إيكو|متابعات:
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن تعثر جهود البنتاغون لنشر أسلحة منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيرة، لمواجهة التحديات العسكرية المتطورة، بما في ذلك احتمالات المواجهة البحرية مع الصين، وهو هاجس تزايد حضوره بشكل أكبر بعد معركة البحر الأحمر التي غيرت الكثير من حسابات الجيش الأمريكي.
ونشرت الصحيفة، أمس السبت، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “خطة طموحة للبنتاغون لنشر آلاف الطائرات بدون طيار المتطورة استعداداً لصراع محتمل مع الصين فشلت في تحقيق هدفها، كما واجه الجيش صعوبة في معرفة كيفية استخدام بعض الأنظمة في الميدان، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر”.
ونقلت الصحيفة عن المطلعين قولهم إن “الجهود التي بدأت قبل عامين بهدف شراء أسلحة مستقلة منخفضة التكلفة بسرعة لمواجهة القدرات العسكرية المتنامية للصين، يتم تحويلها الآن إلى جهة جديدة بسبب المخاوف من أنها لا تتقدم بالسرعة الكافية”.
وبحسب الصحيفة فإن هذا التعثر يتعلق ببرنامج (ريبليكاتور) الذي أطلقته وزارة الدفاع في عهد بايدن، والذي كان يهدف لتسليم آلاف الأنظمة الجوية والبرية والبحرية بحلول أغسطس 2025، تحت عنوان “تكنولوجيا ذكية ورخيصة”.
وقالت مصادر الصحيفة إن “بعض الأنظمة كانت غير موثوقة، أو كانت باهظة الثمن أو بطيئة التصنيع لدرجة استحالة شرائها بالكمية المطلوبة، كما واجه البنتاغون صعوبة في إيجاد برنامج قادر على التحكم بنجاح في أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة، التي تصنعها شركات مختلفة، والتنسيق فيما بينها، وهو أمر أساسي لإنجاح رؤية (ريبليكاتور)”.
وأوضحت أنه بسبب هذا الفشل تم نقل العمل على البرنامج إلى قسم جديد يعرف بمجموعة الحرب الدفاعية المستقلة، وتقوده العمليات الخاصة “على أمل تسريع البرنامج والتركيز على الأسلحة الأكثر ملاءمة”.
وبحسب الصحيفة فإن “المشاركين في مشروع (ريبليكاتور) يقدمون أسبابًا مختلفة للتعثر، حيث يُشير البعض إلى القوات العسكرية التي ضغطت لشراء أنظمة لم تكن جاهزة للاستخدام، بينما يقول آخرون إن هذه الانتكاسات كانت جزءاً طبيعياً من أي محاولة طموحة لتسريع وتيرة تطوير التكنولوجيا”.
وذكرت الصحيفة أن الصراع المحتمل مع الصين: “سيشكل تحديات تكنولوجية ولوجستية، إذ سيُلزم السفن البحرية والطائرات المسيرة بعبور مسافات طويلة والعمل بشكل مستقل، حتى في حال تشويش الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع العالمي”.
ونقل التقرير عن مسؤولين دفاعيين قولهم إن “الولايات المتحدة ستحتاج إلى الطائرات المسيرة لتوسيع ساحة المعركة، وإرباك العدو، وتجاوز دفاعاته، ومهاجمة الأهداف بدون خسائر فادحة في الأرواح أو معدات باهظة الثمن”.
وبحسب مصادر الصحيفة فإن أمام قسم “مجموعة الحرب الدفاعية المستقلة” أقل من عامين لتسليم الطائرات المسيرة التي يقول البنتاغون إنه بحاجة إليها، مشيرة إلى أن “هذا الجدول الزمني الضيق يعكس مدى الإلحاح الذي يعتقد المسؤولون أن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة به لخوض حرب في المحيط الهادئ”.
وبحسب الصحيفة فقد “تعرّض قاربٌ مُسيّرٌ من صنع شركة (بلاك سي تكنولوجيز) لعطلٍ في الدفة وانحرف بعيداً أثناء الاختبارات، وتأجّل إطلاق طائرةٍ مُسيّرةٍ من صنع شركة (أندوريل إندستريز) بسبب مشكلةٍ محتملةٍ في أنابيب الإطلاق، وأفادت المصادر بأنّ البرنامج المُستخدم في العديد من القوارب أخطأ في تحديد الأجسام كما هو متوقع، أو فشل في ذلك”.
وذكّرت الصحيفة بأن مدير وحدة ابتكار الدفاع، دوج بيك، استقال الشهر الماضي على خلفية هذه الانتكاسات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إنه “من بين نحو اثني عشر نظاماً مستقلاً تم شراؤها لـ (ريبليكاتور)، كانت ثلاثة منها غير مكتملة أو كانت مجرد فكرة عند اختيارها، وكان من بين العيوب توجيه وحدة الابتكار الدفاعي لشراء طائرات بدون طيار ذات تقنيات قديمة، وعدم اختبارها المنصات والبرمجيات بدقة قبل شرائها”.
وأضافوا أن “من بين هذه الأخطاء شراء مئات من قوارب (بلاك سي) المسيّرة، لأنها غير مصممة لمهام معقدة وبعيدة المدى في المحيط الهادئ، وقد شجع ضباط البحرية على شرائها بدون فهم واضح لقيودها التقنية، وتم تغيير حزم البرامج الخاصة بها مراراً وتكراراً، مما أدى إلى زيادة التكاليف وظهور انتكاسات غير ضرورية”.
وبالإضافة إلى ذلك “ثبت أن دمج التكنولوجيا كان صعباً أيضاً، فخلال مناورة العام الماضي في المحيط الهادئ بعنوان (مشروع كاهونا)، واجهت طائرات بدون طيار من شركات مصنعة مختلفة، متصلة ببرنامج (أندوريل) صعوبة في التنسيق وتنفيذ المهام عندما كانت بعيدة عن أنظار المشغل”.
يشار إلى أن نتائج معركة البحر الأحمر كانت من بين أبرز الأسباب التي دفعت بالبنتاغون إلى تسريع العمل على مشروع (ريبليكاتور)، حيث تكبدت البحرية الأمريكية تكاليف هائلة نتيجة الانتشار ومحاولات اعتراض الصواريخ والمسيرات منخفضة التكلفة التي أطلقتها قوات صنعاء، الأمر الذي دفع بالجيش الأمريكي نحو التفكير في بدائل للحفاظ على مخزوناته من الصواريخ المكلفة وعلى سلامة سفنه الحربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news