في تحليلٍ سياسي عميق نشره مساء اليوم، تناول السياسي اليمني البارز هاني علي سالم البيض جذور الأزمة اليمنية الراهنة، مؤكدًا أنها ليست نتاج أحداثٍ عابرة أو تطوراتٍ لحظية، بل تمتدّ جذورها في أعماق تاريخية وسياسية واجتماعية معقّدة.
وقال البيض في منشورٍ له على وسائل التواصل الاجتماعي:
"الأزمة اليمنية الراهنة ليست وليدة أحداث محددة، بل هي امتداد لعوامل متشابكة ومعقدة، أبرزها فشل الدولة المركزية في أداء وظائفها الأساسية، وغياب عقد اجتماعي متوازن يضمن التماسك الوطني والعدالة في توزيع السلطة والثروة."
وأضاف البيض أن من بين أبرز مسببات تفاقم الأزمة:
"إخفاقات النخب السياسية والاجتماعية الحاكمة في قيادة البلاد نحو الاستقرار والتنمية، وضعف مؤسسات الحكم الرشيد، إلى جانب التدخلات الخارجية التي استغلت الفراغ الداخلي لخدمة أجندات خارجية، فضلاً عن تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي طال أمدها دون حلول جذرية."
وأكد البيض أن التعامل مع هذه الأزمة بمنطق الشعارات أو المزايدات السياسية لن يؤدي سوى إلى مزيدٍ من التأزيم والانقسام، مشددًا على أن
"الجذور العميقة للأزمة لا تُعالج بالخطابات الاستهلاكية، بل تتطلب رؤية وطنية شاملة، وإرادة سياسية جادة، وشراكة مجتمعية واسعة تشمل جميع مكونات المجتمع اليمني."
ودعا البيض إلى بناء نموذج جديد للحكم في اليمن يرتكز على
"أسس الحكم الرشيد، والتنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية"،
موضحًا أن مثل هذا النموذج هو الكفيل بـ**"تأسيس سلام عادل ودائم يحفظ مصالح الجميع، ويضع البلاد على مسار الاستقرار السياسي والاقتصادي المنشود."**
ويأتي تصريح البيض في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية في عدة مناطق يمنية، وسط دعوات متزايدة من فاعلين محليين ودوليين إلى تبني حلول شاملة تتجاوز المقاربات العسكرية والجزئية، وتستند إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة التي دخلت عامها العاشر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news