يمن إيكو|تقرير:
قال مسؤولون وأصحاب أعمال ومستوطنون إسرائيليون إن هجوم الطائرة المسيرة اليمنية الذي ضرب مدينة (إيلات) يوم الأربعاء الماضي، وما كشفه من فجوات أمنية، يهدد الوضع الاقتصادي للمدينة التي تعد واجهة سياحية رئيسية لإسرائيل، خصوصاً بعد إغلاق الميناء بسبب الحصار البحري اليمني.
وفي تقرير نُشر أمس الجمعة، قالت صحيفة “معاريف” العبرية إن “الهجوم على مركز إيلات السياحي، والذي يمثل شرياناً اقتصادياً واجتماعياً مهماً للمدينة، يثير تساؤلات حول تأثيره على شعور السكان والسياح بالأمن، فبينما يعرب البعض عن أمله في أن يؤدي هذا الحدث إلى إجراءات حاسمة من جانب الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، يرى آخرون أن إيلات، التي كانت رمزاً للهدوء، تتحول تدريجياً إلى ساحة صراع”.
ونقلت الصحيفة عن مستوطنة إسرائيلية من سكان المركز، وتعمل أحيانا في إيلات، قولها: “نتنياهو يُدمر كل ما هو جميل. كانت إيلات ملاذاً لسكان المركز الذين كانوا يبحثون عن السلام والهدوء، والآن أصبح الوضع هنا أيضاً خطيراً، لقد حوّل إيلات إلى سديروت.. هذه ليست المدينة التي عرفناها”.
وقال اثنان من المستوطنين: “ربما كان من الجيد أن يحدث ذلك، لكي يستيقظ أحدٌ ما الآن ويدرك أن المشكلة المسماة باليمن بحاجة إلى معالجة”.
وكانت الصحيفة قد اعتبرت في تقرير آخر، أن “الحوثيين وجدوا ثغرة في أمن سماء مدينة إيلات، مما يدفع بهم إلى مواصلة عملياتهم وبثّ الذعر والدمار”. مضيفة أن الطائرة المسيرة التي وصلت يوم الأربعاء “أصابت قلب المركز السياحي لإسرائيل، في وضح النهار، خلال عطلة تعجّ فيها مدينة إيلات بعشرات الآلاف من الزوار والسياح، ولهذا فإن فشل نظام الدفاع الإسرائيلي خطير”.
في السياق نفسه نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن رئيس بلدية إيلات، إيلي لانكري، قوله: “الأعداء يطمحون إلى تعطيل حياتنا وزرع الرعب وإلحاق الأذى بنا اقتصادياً ومعنوياً… يجب أن تقلقنا هذه الأحداث وتزعجنا، يجب أن نحقق بدقة فيما حدث”.
وأضاف أن “إيلات ليست مستعدة للأحداث الحرجة”.
وقال: “الويل لنا إذا كان هناك حدث يتضمن إصابات جماعية، وإذا كانت هناك إصابة أكثر خطورة، لأن المستشفى هنا ليس مستعداً لتقديم الخدمات الطبية لمثل هذه الحوادث.. هناك فجوات كبيرة في الخدمات الطبية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم ألقى بظلاله على أصحاب الأعمال في المنطقة والذين ينتظرون عطلة ما يسمى “عيد العرش” نهاية سبتمبر.
وقال مالك أحد البارات التي تضررت بالهجوم: “نحن قبل العيد وهناك قدر كبير من عدم اليقين”.
وقال صاحب مطعم متضرر: “لا توجد مساحة آمنة هنا، لو وقع الهجوم في وقت امتلاء المكان لكان هناك الكثير من الضحايا”.
ونقلت الصحيفة عن أحد المستوطنين من سكان المدينة قوله: “إيلات ليست مستعدة للحرب.. لا يوجد جو من الأمن هنا”.
كما نقلت الصحيفة عن “جمعية حماية الطبيعة” في إسرائيل قولها إنه: “كان من الممكن أن تُلحق الطائرة المسيّرة أضراراً بالبنية التحتية لشركة خط أنابيب النفط في إيلات، والتي تُمارس الشركة ضغوطاً لزيادة نقل النفط وتخزينه في المدينة”، مضيفة أنه “من المُخيف التفكير في حجم الكارثة الأمنية والبيئية التي كانت ستقع لو اصطدمت الطائرة المسيرة بناقلة نفط راسية”.
وفي حديث لإذاعة (103 إف إم) الإسرائيلية، قال رئيس بلدية إيلات، إيلي لانكري، أيضاً: “لقد عانينا من إطلاق الحوثيين لطائرات كثيرة، وإيلات هي الأكثر تضرراً”.
وأضاف: “مضيق باب المندب مغلق منذ ما يقارب عامين بسبب الحوثيين، وميناء إيلات مهجور، وبالنسبة لإسرائيل تعد هذه صورة سيئة، وبسبب أمر كهذا، علينا التحرك وإزالة هذا التهديد.. حتى لو لم ننجح الآن في فتح ممر الشحن إلى إيلات، فلا بد من اتخاذ إجراء لاستعادة النشاط، حتى لو كلف ذلك أموالاً أكثر، ولو لمجرد إظهار صورة النصر” في إشارة إلى مقترح إجبار السفن القادمة من البحر المتوسط على تفريغ حمولاتها في الميناء مقابل أموال إضافية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news