شهدت مختلف المدن اليمنية في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها، وعدد من العواصم العربية والأجنبية، مشاهد احتفالية مهيبة بالعيد الوطني الـ63 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، في لوحات جسدت وحدة اليمنيين واعتزازهم بجمهوريتهم، وتكشف وحدة اليمنيين إزاء قضيتهم الأم.
الفعاليات والاحتفالات بالعيد الوطني التي احتضنتها مختلف المحافظات والدول حول العالم، شملت إيقاد شعلة 26 سبتمبر من قبل المسؤولين والقيادات العسكرية، بمشاركة شعبية واسعة أظهرت زخمًا شعبيًا ورسميًا ودبلوماسيًا يعكس عمق الانتماء الوطني وروح الثورة المتجددة في وجدان الأجيال.
في المقابل، شهدت المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، حالة من الجمود وغياب كامل لمظاهر الاحتفاء بالثورة اليمنية، باستثناء فعالية بسيطة أقيمت في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، بمشاركة شعبية تكاد لا تذكر.
وبالمناسبة، شنت جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا منذ مطلع سبتمبر حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الصحفيين والناشطين والمدنيين، على خلفية منشورات لهم على منصات التواصل الاجتماعي أو احتفالهم بثورة 26 سبتمبر.
مأرب.. احتفالات واسعة وعروض عسكرية
بعروض عسكرية مهيبة، واحتفالات شعبية واسعة تكشف مدى الرفض الكبير لمشروع الكهنوت، وعودة المشروع الإمامي بعباءته الحوثية الجديدة، وتأكيدًا على الجاهزية والاستعداد لمواجهة الفكر السلالي واستعادة الدولة، احتفلت محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن) بالعيد الـ63 لثورة 26 سبتمبر.
ونظمت وزارة الدفاع، ورئاسة هيئة الأركان العامة، ووزارة الداخلية، عرضًا عسكريًا بالمناسبة، حضره رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق ركن صغير بن عزيز، إلى جانب عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكلاء محافظة مأرب ووكلاء عدد من الوزارات والمحافظات.
العرض العسكري الذي حضره أيضًا قيادات عسكرية وأمنية وسياسية وشخصيات اجتماعية بارزة، شاركت فيه وحدات رمزية من الجيش والأمن من مختلف التخصصات والتشكيلات، شملت سرايا من كلية الطيران والدفاع الجوي، وسرايا من دورة قادة الكتائب، والهندسة العسكرية، ووحدة القناصة، ووحدة الطيران المُسيّر، والشرطة العسكرية.
شاهد | تقرير خاص | مأرب ووهج سبتمبر.. هوية تتجدد في وجه الكهنوت
الاستعراض، جسّد مستوى التقدم الذي تشهده عملية بناء القوات المسلحة في المجالات القتالية والتنظيمية، وما يتمتع به منتسبوها من تأهيل علمي وتدريب عسكري ومعنوي، بما يسهم في تطوير قدرات الجيش والأمن وتعزيز وحدتها وتماسكها.
بالتزامن، شهدت المدينة احتفالات شعبية واسعة، نظم خلالها المشاركون موكب بالسيارات ترفع الأعلام الوطنية جابت شوارع المدينة احتفاءً بالعيد الوطني، لترسم لوحة سبتمبرية فريدة، في حين خرج الآلاف من المواطنين والنساء والأطفال إلى الشوارع للاحتفاء بالمناسبة متوشحين الأعلام الوطنية.
ومساء الخميس، أوقدت رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير بن عزيز، ووكيل أول محافظة مأرب، علي الفاطمي، شعلة العيد الوطني الـ63 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، إيذاناً بانطلاق الاحتفالات الرسمية والشعبية والوطنية بهذه المناسبة المجيدة.
وخلال الفعالية، قدّم ألف وستمائة شاباً عرضاً كشفياً وشبابياً، رفعوا خلاله العلم الوطني وصور رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وأهداف ثورة سبتمبر العظيمة، إضافة إلى رمزية مشاعل النور التي جسدت معركة الثورة ضد الجهل والظلام الذي فرضه حكم الإمامة.
تعز.. احتشاد جماهيري للحفاظ على المكتسبات
في مدينة تعز (جنوبي غرب)، أوقد رئيس أركان محور تعز اللواء عبد العزيز المجيدي بمشاركة والد مديرة صندوق النظافة والتحسين السابقة "افتهان المشهري"، شعلة العيد الوطني الـ63 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، بحضور عدد من القيادات الأمنية والعسكرية ومدراء عموم عدد من المكاتب التنفيذية، وممثلي الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية.
ووفقًا لمراسل "برّان برس"، احتشد آلاف المواطنين في شارع جمال عبد الناصر، مساء الخميس، لإحياء حفل إيقاد شعلة العيد الوطني. ورفع المشاركون في الحفل أعلام الجمهورية، وهتفوا على وقع الأناشيد الوطنية شعارات رافضة لانقلاب جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب، باعتبارها امتداداً للحكم الإمامي الكنهوتي الذي أطاحت به ثورة 26 سبتمبر 1962م.
وخلال الاحتفال الجماهيري الحاشد، أجرى مراسل "برّان برس" لقاءات مصورة مع عدد من القادة السياسيين والعسكريين الذين عبروا عن عظمة ثورة سبتمبر وكيف أنقذت اليمن من الحكم الكهنوتي الذي تجسده جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب اليوم.
لمشاهدة الفيديو اضغط
هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وصاحب الاحتفال، إطلاق الألعاب النارية من قلعة القاهرة والمرتفعات الجبلية ومن التباب والجبال، ومن منازل المواطنين التي أضاءت سماء تعز خاصة والوطن عامة، في حين طالب المحتفلون بتحرير ما تبقى من المحافظة والوطن من قبضة جماعة الحوثي، واستعادة الدولة والتمسك بالجمهورية وتحقيق اهداف ثورة سبتمبر الخالدة.
وعصر اليوم الجمعة، شهدت مدينة تعز مسيرة سيارات جابت شوارع المدينة، احتفالاً بذكرى 26سبتمبر، في رسالة واضحة للتأكيد على أن سبتمبر فكرة وثورة ودولة، وأن ذكراها سيضل خالدًا في ذاكرة الشعب اليمني على مر العصور، مهما كانت الظروف.
وفي الضفة الأخرى من المحافظة، تزينت سماء مدينة المخا الساحلية بالألعاب النارية خلال حفل إيقاد شعلة العيد الوطني المجيد، نظمته قيادة المقاومة الوطنية، شهد عروضًا كشفية ومشاركة جماهيرية واسعة، بالتزامن مع ترديد الأناشيد الوطنية، في أجواء احتفالية عكست رمزية الثورة وتجذرها في وجدان اليمنيين.
المحاور العسكرية.. تأكيد على عظمة سبتمبر وأهدافها
واحتفاءً بالمناسبة، بادرت قيادات المحاور العسكرية والألوية في الجيش اليمني بعدد من المحافظات بتنظيم فعاليات واحتفالات بالمناسبة، تأكيدًا على جاهزيتهم لخوض معركتهم ضد الانقلاب واستعادة الدولة، وأن وهج الثورة سيبقى متقدًا في نفوس الأجيال.
ففي طور الباحة، أَوقد قائد المحور اللواء الرابع مشاه جبلي، اللواء الركن أبوبكر الجبولي، شعلة العيد الـ63 لثورة 26 سبتمبر الخالدة في المجمع الحكومي بمدينة التربة، بحضور عدد من القيادات الأمنية والعسكرية والمدنية وجمع غفير من المواطنين.
وأكد اللواء الجبولي أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ليست حدثًا عابرًا في حياة اليمنيين، بل حادتهم نحو التحرر والانعتاق، مشيرًا إلى وحدة الثورة اليمنية ضد الاستبداد والإمامة في الشمال وضد الاستعمار في جنوب الوطن.
وتواصلت الاحتفالات في مختلف المحافظات، حيث شهدت سيئون بمحافظة حضرموت حفلًا فنيًا وخطابيًا نظمته المنطقة العسكرية الأولى بمشاركة واسعة من القيادات العسكرية والأمنية والاجتماعية، قُدمت خلاله لوحات فنية وعروض عسكرية وقصائد وطنية نالت إعجاب الحاضرين.
كما نظمت قيادة قطاع حماية المنشآت النفطية أمسية سبتمبرية لضباط وأفراد القطاع بمأرب، تخللت فقرات نوعية تناولت المآثر الخالدة لثوار الـ26 من سبتمبر، وأبرزت حجم المنجزات الوطنية التي حققتها الثورة المجيدة.
وفي محافظة الجوف، أَوقد قائد اللواء 161 مشاة جبلي، العميد مطيع عبده الدميني، مساء الخميس شعلة ثورة سبتمبر، وسط أجواء احتفالية بهيجة، حيث تزينت سماء المعسكر بالألعاب النارية التي أضاءت السماء، وتعانقت ألسنة اللهب مع وهج الشعلة.
منابر الجمعة.. منابر تصدح بمعاني الثورة
ومع حلول العيد الوطني الـ63 لثورة سبتمبر المجيدة الذي صادف يوم الجمعة، لم تتوانَ خطب الجمعة عن إبراز أهداف وعظمة سبتمبر المجيدة، حيث تناول الخطباء معاني ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدتين.
واستعرض الخطباء خلال الخطبتين المعاني العظيمة لهاتين الثورتين، والحاجة إلى استذكارها واستلهام دروسها اليوم خلال معركة الشعب اليمني ضد الإمامة في نسختها الجديدة والمتمثلة بميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
وأكد الخطباء أن قيم ثورة 26 سبتمبر كانت الأساس لقيام الجمهورية، والقضاء على الحكم الإمامي الكهنوتي، وإنهاء التمييز والإقصاء، وفتح الباب أمام بناء دولة حديثة قائمة على العدل والمساواة بين أفراد الشعب دون تمييز.
وأجمعوا على ضرورة تعزيز روح التلاحم والاصطفاف الوطني، والتوعية المستمرة بخرافات الحوثية وسلوكها الإجرامي ضد الأرض والإنسان، مشددين على أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها والمقاومة الشعبية للخلاص من هذه الفئة الباغية واستعادة الجمهورية.
السلك الديبلوماسي.. شعلة سبتمبرية حول العالم
وعلى مستوى السلك الدبلوماسي في الخارج، أحيت السفارات اليمنية في الأردن وألمانيا ومصر وماليزيا وتركيا وموريتانيا هذه المناسبة الوطنية الخالدة في فعاليات رسمية، بحضور أعضاء البعثات الدبلوماسية وأبناء الجاليات اليمنية.
في كوالالمبور، رفع وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، علم الجمهورية اليمنية، وأوقد الشعلة الرمزية وسط أجواء احتفالية جسدت وحدة اليمنيين في الداخل والخارج حول ثورتهم الخالدة، تخللتها الأناشيد الوطنية وقطع تورتة الثورة وتبادل التهاني والتقاط الصور التذكارية.
وفي القاهرة، شهدت السفارة اليمنية احتفالًا كبيرًا بحضور مناضلين من الضباط الأحرار والوزراء السابقين وقيادات الجالية والطلاب اليمنيين، وتخلله الحفل أغانٍ وطنية وفنية، دعا خلاله السفير خالد محفوظ بحاح إلى وحدة الصف والعمل بروح وطنية تتجاوز الخلافات.
وفي العاصمة التركية أنقرة، احتفلت السفارة اليمنية بالعيد الوطني في فعالية حضرها عدد من أبناء الجالية اليمنية، وأكد السفير طريق أن الشعب اليمني، الذي انتفض في وجه الإمامة قبل 63 عامًا، سيواصل اليوم وقوفه خلف شرعيته الدستورية حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
وفي برلين ونواكشوط وعمان، توالت مراسم إيقاد الشعلة والفعاليات الفنية والكلمات التي أكدت جميعها على رمزية ثورة 26 سبتمبر باعتبارها منارة للتحرر الوطني وقيمة متجذرة في الهوية اليمنية.
هذه المشاهد، التي توزعت بين العواصم والمحافظات اليمنية، لم تكن مجرد احتفالات تقليدية، بل جسدت لوحة وطنية جامعة عبر فيها اليمنيون – في الداخل والمهجر – عن تمسكهم بمبادئ الحرية والسيادة والمواطنة المتساوية، وإصرارهم على استعادة الدولة اليمنية العادلة ومؤسساتها، وصون مكتسبات الجمهورية للأجيال القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news