شهدت الذكرى الـ63 لثورة الـ26 من سبتمبر 1962م خطابات متزامنة، لعدة شخصيات، موزعة على الأطراف الرئيسية في اليمن، الذي يعيش وطأة انقسام منذ سنوات.
وتوزعت الخطابات بين جماعة الحوثي، والحكومة اليمنية، وأخرى للناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، ورابعة لرئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية حمود المخلافي، وخامسة لنجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح.
وانطلقت الكلمات من مناسبة الثورة السبتمبرية، التي حلت في ظروف يعيش اليمن فيها ظروفا غير مسبوقة، وحالة من التشرذم، امتدادا للحرب التي يعيشها منذ أكثر من عشر سنوات.
وكان واضحا انطلاق تلك الخطابات من وجهات النظر التي عبر عنها أصحابها، وفي حين استندت للثورة السبتمبرية كأرضية مشتركة، لكنها ذهبت في اتجاهات شتى، وطغى على خطاب، خلفيات ودوافع من يقفون خلفه، وتضمنت رسائل من بعض الأطراف لبعضها الآخر.
ووفقا لنشطاء يمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي فقد عكست تلك الخطابات حالة الانقسام في اليمن، بينما اعتبرها البعض مؤشر على وجود مشتركات بين مختلف الأطراف اليمنية، رغم وجود التباين في مضامين تلك الخطابات.
رئيس المجلس الرئاسي
رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وجه خطابا عن ذكرى الثورة، ألقاه عضو المجلس عثمان مجلي، وتطرق فيه لعدة قضايا باليمن، وتضمن رسائل لمختلف الأطراف، وبدا مركزا أكثر على جماعة الحوثي، ومتطرقا لوضع المجلس، وما أجراه من إصلاحات مؤخرا، ومقدما الوعود للمواطنين عن تحقق إنجازات ملموسة في وقت قريب.
العليمي خاطب اليمنيين بالقول "نأخذ بكل جدية أصواتكم ومطالبكم المحقة في إحداث التغيير المنشود، وصناعة المثال في المحافظات المحررة" واتهم جماعة الحوثي بإغراق اليمن في أزمات إنسانية، وشن هجمات على المنشآت النفطية، ومهاجمة السفن، والشحن الدولي في البحر الأحمر.
توكل كرمان
الناشطة والقيادية في الثورة الشبابية السلمية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان قالت في كلمتها التي بثتها قناة بلقيس إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تمثل جوهر الهوية الوطنية اليمنية وبوصلة الخلاص نحو دولة المواطنة والعدالة، مشددة على أن قيم الحرية والكرامة التي حملها المناضلون الأوائل ستظل نبراسًا يهتدي به اليمنيون في معركتهم ضد الاستبداد والإمامة والاستعمار.
كرمان انتقدت أداء مجلس القيادة الرئاسي، محمّلة إياه كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع في البلاد بسبب ما وصفته فشله وتخليه عن واجباته وارتهانه للتحالف، وأشارت إلى أن التحالف السعودي الإماراتي أسهم في تثبيت الانقلاب وتقويض الشرعية ويتحمل المسؤولية عن إدامة التمزق ومعاناة الملايين، كما حمّلت النخب السياسية والحزبية وقيادات المليشيات الوزر الأكبر عمّا آلت إليه البلاد.
خطاب كرمان تطرق للوضع في اليمن والإقليم، وغارات إسرائيل على العاصمة صنعاء، والتأكيد على أهمية وعظمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وتحدثت عن خريطة إقليمية يعاد رسمها في المنطقة، بقوة العنف والسلاح الأمريكي المتدفق لإسرائيل، وذكرت أن الدول العربية والخليجية على أعتاب مواجهات قادمة، وتضمنت دعوة لوحدة الصف الوطني ومصالحة شاملة تعيد الدولة وتنهي الحرب وتداوي الجراح.
حمود المخلافي
رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية حمود المخلافي جدد في خطابه على أهمية التزام المقاومة بالدفاع عن مكتسبات الجمهورية والوحدة الوطنية، وتطرق لتاريخ الثورة، وربطها بما يجري اليوم، وقال إن ثورة 26 سبتمبر كانت محصلة جهود وتضحيات شعبية، وأنها مهدت لانطلاق ثورة 14 أكتوبر ومجابهة التحديات التي واجهت الوحدة اليمنية، مشيداً بدور المقاومة الشعبية في حماية مكتسبات الجمهورية ومواجهة مشاريع الانقلاب والتقسيم والإمامة.
المخلافي في خطابه الذي تطرق لجريمة اغتيال افتهان المشهري في تعز قال إن الانسداد السياسي والعسكري الذي يشهده اليمن اليوم، هو واقع عززه عجز النخب السياسية وتخاذل القيادات، والإقصاء المتعمد لخيار الكفاح المسلح والتراجع عن الوعود بخوض المعركة الحاسمة، معتبراً أن هذا الواقع يفتح المجال أمام التدخلات الخارجية ويضع الوطن في مأزق يتطلب من أحرار اليمن التفكير بجدية لإيجاد حلول تحمي كرامتهم وتعزز مكانة دولتهم.
أحمد علي عبدالله صالح
نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح ألقى هو الآخر خطابا مقتضبا بثته قناته "اليمن اليوم" من القاهرة تحدث فيه عن والده، وقال إن ذكرى الثورة جاءت في ظل تحديات كبيرة يعيشها اليمنيين، موجها إشارته نحو جماعة الحوثي، التي قال إنها تمكنت في غفلة من الزمن ونتيجة للصراعات للعودة مرة أخرى لحكم اليمن، وقال إن موعد الخلاص من تلك المليشيا بات قريب جدا.
مهدي المشاط
جماعة الحوثي هي الأخرى سارعت لإلقاء خطاب في هذه المناسبة، ألقاه من صنعاء رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والذي تضمن العديد من الرسائل الداخلية والخارجية.
خطاب المشاط تضمن إشارات طفيفة في الإشادة بثورة 26 سبتمبر، والتي قال إنها تعرضت للمؤامرات، معتبرا انقلاب جماعته في 21 سبتمبر 2014م تصويبا لمسار الثورة وتحصينا لها.
المشاط ساق اتهامات عديدة لثورة 26 سبتمبر، واتهم جهات لم يسمها بالتنكر للثورة، وتعرض رجالها للإزاحة، وتحدث عن وجود رهان وتبعية خارجية أضرت باليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news