آ
في أول رد إسرائيلي على تصريحات عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، وصفت صحيفة معاريف العبرية عرضه إعلان استقلال جنوب اليمن مقابل التطبيع مع إسرائيل بأنه "رهان محفوف بالمخاطر" قد يؤدي إلى تفجير جيوسياسي في الخليج وباب المندب.
وفي تحليل مطوّل، اعتبرت الصحيفة أن الزبيدي قدّم وصفة صادمة للاستقرار الإقليمي، تقوم على إعلان دولة جنوبية مستقلة، وفتح قنوات علنية مع إسرائيل، والانضمام إلى اتفاقيات إبراهام، معتبرة أن هذا الطرح يضع الجنوب على خط تماس مباشر مع محور المقاومة، ويهدد بإشعال المنطقة.
وكان الزبيدي قد صرّح في مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال أن قيام دولة جنوبية مستقلة سيسمح بإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الانضمام إلى اتفاقيات إبراهام سيكون حجر الزاوية في استقرار المنطقة بعد حرب غزة. وأضاف أن الجنوب يمتلك كل شروط الدولة، وأن فك الارتباط مع الشمال سيفتح المجال لصياغة سياسة خارجية مستقلة، تشمل التطبيع مع إسرائيل.
صحيفة معاريف رأت أن هذا الطرح ليس مجرد رؤية سياسية، بل محاولة لإعادة رسم الخريطة الإقليمية بإجراءات أحادية قد تُقابل بعقوبات دولية وتصعيد مسلح. وأشارت إلى أن تحويل الموانئ الجنوبية إلى قواعد استراتيجية تخدم مصالح إسرائيل والغرب سيُعتبر تهديدًا مباشرًا لإيران والحوثيين، وقد يدفع إلى ردود فعل عسكرية أو توسع في الاستهداف البحري.
وأضافت الصحيفة أن الزبيدي يعترف بأن الجنوب يعتمد اقتصاديًا على الدعم السعودي والإماراتي، ما يجعل مشروع الانفصال هشًا، وقد يتحول إلى لعبة مصالح إقليمية مكلفة. كما اعتبرت أن التعيينات الإدارية الأخيرة التي أجراها الزبيدي في المحافظات الجنوبية تُقرأ كتحشيد داخلي أثار غضب الرياض وواشنطن، ويقوّض الشرعية الوطنية، ويزيد احتمالات المواجهة المسلحة مع الشمال أو قوى داخلية.
وفي تعليقها على تصريحات الزبيدي حول "الاستحقاق الجنوبي"، رأت الصحيفة أن الزبيدي تصرف بدافع الخوف من فقدان الدعم الشعبي، في ظل عجزه عن تحسين الخدمات، ما جعله في حالة "مسؤولية بلا سلطة".
كما لفتت معاريف إلى أن المجلس الانتقالي فقد جزءًا من الدعم بسبب الفساد والاستيلاء على الأراضي، مشيرة إلى أن الموقف الرسمي للسعودية والأمم المتحدة لا يزال متمسكًا بوحدة اليمن كدولة واحدة، وهو هدف يبدو بعيدًا في ظل تعقيدات المشهد العسكري والسياسي.
واختتمت الصحيفة تحذيرها من أن إعلان دولة جنوبية متحالفة مع إسرائيل سيحوّل مضيق باب المندب إلى بؤرة مواجهة مفتوحة بين محاور إقليمية، مؤكدة أن إيران والحوثيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تقليص نفوذهم البحري، وقد تستغل قوى أخرى هذا الفراغ لفرض تدخلات عسكرية أو حروب بالوكالة.
آ آ
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news