بعد أيام من الغضب الشعبي على خلفية اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في محافظة تعز، الشهيدة افتهان المشهري، تمكنت الأجهزة الأمنية مدعومة بالمقاومة الشعبية من إحراز تقدم نوعي في القضية، عبر ملاحقة وضبط عدد من المتورطين، ومقتل المنفذ الرئيس للعملية محمد صادق المخلافي خلال مقاومته للحملة الأمنية.
وشهدت المدينة أجواء فرائحية وإطلاق ألعاب نارية ابتهاجاً بما اعتُبر إنجازاً أمنياً عزز ثقة المواطنين بقدرة الدولة على مواجهة الجريمة.
الرئيس رشاد العليمي، أشاد بما حققته السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، معتبراً أن "رسالة الدولة واضحة بأنها لن تتهاون مع أي جريمة تمس حياة المواطنين أو قياداتهم".
كما وجّه وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان بسرعة استكمال الإجراءات القانونية بحق المضبوطين وإحالتهم للقضاء، فيما أشاد وزير الدفاع الفريق محسن الداعري بجهود محور تعز بقيادة اللواء خالد فاضل في إسناد الحملة الأمنية.
إشادة بدور المقاومة
حظي دور المقاومة بقيادة الشيخ حمود سعيد المخلافي بتقدير واسع، خصوصاً بعد تداول معلومات عن مساعٍ لتشويه صورته وربط اسمه بالقضية.
الناشطة دعا الزمر أوضحت أنها كانت شاهدة على موقف المخلافي خلال لقاء إعلامي، إذ بادر بالاتصال أمام الجميع مطالباً شقيقه المتهم بتسليم نفسه للعدالة، مؤكدة أن الشيخ حمود بذل جهداً كبيراً في دعم الحملة الأمنية والوصول إلى المطلوبين.
ردود فعل وتحذيرات
الكاتب عبدالناصر المودع اعتبر أن "المؤامرة في جريمة اغتيال المشهري بدأت تتكشف"، مشدداً على أهمية تتبع اتصالات المتهمين للوصول إلى المخططين.
أما الكاتب الصحفي عامر الدميني فرأى أن الهدف من الجريمة هو "ضرب القوى والشخصيات الفاعلة في تعز"، مؤكداً أن "أجندة خصوم المحافظة لن تمر".
الناشط توفيق عبدالملك أكد أن "تعز كسبت التحدي وأفشلت رهانات المتربصين الذين سعوا لإرباك المشهد"، قائلاً: تعز تنتصر للشهيدة افتهان المشهري، وتفشل المتربصين، وتعلي من مكانة تعز لتبقى شامخة على الدوام. نعيش فرحة الانجاز الامني والعسكري بإلقاء القبض على عدد من المطلوبين امنيا|؟
من جانبه، حذر الصحفي صدام المدني من التوظيف السياسي ومحاولات "خلط الأوراق للنيل من رموز تعز"، مشيراً إلى أن التحقيقات الرسمية لم تُعلن بعد تفاصيلها.
بدوره، اعتبر الصحفي مازن عقلان أن ما جرى يفضح ضعف الدعم الحكومي للأجهزة الأمنية التي تعاني من انقطاع الرواتب وشح الموارد، مؤكداً الحاجة لتعزيز قدراتها.
الكاتب وفيق صالح أشار إلى أن التفاعل الشعبي والإعلامي غير المسبوق مع الحادثة يعكس مكانة تعز المحورية في المشهد الوطني.
أما الناشط محمد العنبري وصف خطوة تسليم محمد سعيد قاسم نفسه بأنها "رسالة على احترام القانون، ودليل على قدرة تعز على معالجة قضاياها بروح الدولة".
تعز في مواجهة التحديات
رغم محاولة خصوم المحافظة استثمار الجريمة لخلط الأوراق، يرى مراقبون أن الحملة الأمنية والوعي الشعبي ساهما في تثبيت الاستقرار وتعزيز الثقة بالأمن.
وبحسب ناشطين، فإن تعز اليوم تقف على عتبة اختبار جديد لتجاوز التحديات، مع إجماع واسع على أن العدالة وحدها هي الطريق لحماية دماء أبنائها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news