العلاقات اليمنية - الصينية: 69 عامًا من الصداقة والشراكة والتعاون الاستراتيجي

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 58 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
العلاقات اليمنية - الصينية: 69 عامًا من الصداقة والشراكة والتعاون الاستراتيجي

يصادف الـ24 من سبتمبر الذكرى الـ69 لتأسيس العلاقات اليمنية الصينية، والتي تعد نموذجًا مشرفاً للتعاون بين الدول والقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. فعلى مدى 7 عقود مضت تقريباً امتازت هذه العلاقات بجذورها الضاربة في التاريخ عبر بوابة طريق الحرير القديم والذي كان همزة الوصل والرابط الهام في التواصل بين الشعبين الصديقين.

 

حيث ترجع جذور علاقات الصداقة القديمة بين الجمهورية اليمنية وجمهورية الصين الشعبية إلى عهد الإمبراطور تشو دي الذي أرسل البحّار تشنغ خه على رأس أضخم أسطول تجاري على مدى التاريخ، بغرض تعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الصين وقارتي آسيا وأفريقيا، حيث رسى الأسطول في ميناء عدن عام 1416، فيما قام الحكام اليمنيون بالرد على هذه الزيارة بإرسال بعثة إلى البلاط الصيني مع خطاب وهدايا ثمينة إلى إمبراطور الصين آنذاك، وتعززت تلك العلاقات بزيارة أربع بعثات يمنية الصين خلال فترة حكم أسرة مينغ الإمبراطورية خلال الفترة من ( 1368-1644م) عن طريق تجارة الحرير والبخور واللبان البحري الذي ربط الموانئ الصينية بالموانئ اليمنية خلال تلك الفترة. ولا يزال النصب التذكاري للبحار الصيني تشنغ خه موجوداً إلى اليوم في عدن شاهداً على متانة العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين منذ القدم.

 

وفي هذه الذكرى المجيدة، يسعدني أن استعرض المحطات الرئيسية في هذه العلاقات، والزيارات الرسمية، وأول بعثة دبلوماسية، بالإضافة إلى دور اليمن الهام في مبادرة الحزام والطريق الصيني، وذلك على النحو الآتي:

 

1. الجذور التاريخية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين:

 

تعود العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليمن إلى منتصف القرن العشرين، حيث شهدت تطورًا ملحوظًا عبر المراحل التالية:

 

في 24 سبتمبر من عام 1956 بدأ تأسيس وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليمن (شمال اليمن آنذاك) على مستوى قائم بالأعمال.

 

اما في عام 1963: تم ترقية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى سفارة كاملة، مما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي.

 

وفي عام 1968: بدء تأسيس وإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين واليمن الجنوبي او الذي كان يسمى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً) على مستوى السفارة.

 

وفي عام 1990: بعد تحقيق وحدة اليمن بين الشطرين الشمالي والجنوبي، تم الاتفاق على اعتماد تاريخ 24 سبتمبر من عام 1956 كتاريخ رسمي لإقامة العلاقات بين البلدين.

 

2. البعثات الدبلوماسية وتطورها:

 

لعبت البعثات الدبلوماسية دورًا حيويًا هاماً في تعزيز العلاقات بين البلدين:

 

السفارة الصينية في صنعاء: تم إنشاؤها بعد ترقية العلاقات إلى مستوى سفارة عام 1963، وكانت تمثل الصين في شمال اليمن آنذاك.

 

القنصلية الصينية في عدن: تم إنشاؤها عام 1990 بعد وحدة اليمن، حيث تحولت السفارة الصينية في عدن (التي كانت ممثلة لليمن الجنوبي سابقا) إلى قنصلية عامة، تغطي كل المحافظات الجنوبية آنذاك (عدن، لحج، أبين، شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى).

 

الإغلاق المؤقت: في عام 2015 تم إغلاق السفارة والقنصلية الصينية بشكل مؤقت بسبب الظروف الأمنية في اليمن، ثم انتقلت السفارة الصينية إلى الرياض مؤقتًا.

 

3. الزيارات الرسمية والتعاون الثنائي بين البلدين:

 

شهدت العلاقات اليمنية الصينية زيارات رفيعة المستوى ساهمت في تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، التجارة والاستثمار وهي على النحو الآتي:

 

- الزيارات الصينية إلى اليمن:

 

شملت زيارة مسؤولين رفيعي المستوى لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والصحة.

 

الزيارات اليمنية إلى الصين:

 

حرص المسؤولون اليمنيون على زيارة الصين للمشاركة في منتديات الأعمال للتوقيع على اتفاقيات تعاون.

 

مجالات التعاون الثنائي:

 

الطاقة: خاصة في مجال النفط والغاز الطبيعي.

 

البنية التحتية: ساهمت الشركات الصينية في بناء الطرقات، الموانئ، المستشفيات والمصانع في اليمن. ولعل أشهرها طريق صنعاء-الحديدة، ومبنى وزارة الخارجية اليمنية بصنعاء، وجسر الصداقة الصينية اليمنية، ومصنع الغزل والنسيج بصنعاء وعدن.

 

الصحة: ساهمت الصين في تمويل وتنفيذ مشاريع صحية لبناء مستشفى الصداقة بعدن ومستشفى الثورة بصنعاء، ومستشفى 48 النموذجي بتعز، كما قدمت الصين مساعدات طبية وتبرعات من اللقاحات خلال جائحة كوفيد-19.

 

الثقافة والتعليم: منح دراسية للطلاب اليمنيين للدراسة في الجامعات الصينية المختلفة.

 

4. دور اليمن في مبادرة الحزام والطريق

 

تُعد اليمن شريكًا هامًا في مبادرة الحزام والطريق بسبب موقعها الاستراتيجي على مضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، مما يجعلها نقطة هامة وحيوية على طريق الحرير الصيني البحري.

 

أهمية اليمن في المبادرة:

 

موقع جغرافي استراتيجي: تتحكم اليمن في واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.

 

البنية التحتية للموانئ: ميناء عدن وميناء المكلا يمكن أن يصبحا مركزين لوجستيين هامين على طريق الحرير.

 

الفرص الاستثمارية: مشاريع في مجالات الطاقة، السياحة، والنقل.

 

إيجاز لإمكانات التعاون في إطار المبادرة:

 

النقل واللوجستيات: تطوير البنية التحتية للموانئ والطرق لربط اليمن بشبكة طريق الحرير العالمية.

 

الطاقة: استثمارات مشتركة في قطاعات النفط والغاز والطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية.

 

السياحة: تعزيز وتطوير السياحة التاريخية والثقافية في مدن يمنية رئيسية مثل صنعاء وعدن وحضرموت.

 

الثقافة: إحياء التراث المشترك من خلال برامج التبادل الثقافي وإبراز التاريخ اليمني في طريق الحرير.

 

5. التحديات والآفاق المستقبلية

 

على الرغم من التحديات الأمنية والسياسية التي تمر بها اليمن، إلا أن مستقبل العلاقات اليمنية-الصينية يظل مشرقًا، خاصة مع حرص الصين على دعم الاستقرار والتنمية في اليمن، من خلال الآتي:

 

الدعم الصيني للسلام: تدعم الصين الحل السياسي للأزمة اليمنية وتشارك في المبادرات الدولية لتحقيق الاستقرار.

 

إعادة الإعمار: بعد انتهاء الصراع، يمكن للصين أن تلعب دورًا مهمًا في إعادة إعمار اليمن من خلال مشاريع البنية التحتية.

 

تعزيز التعاون الاقتصادي: من خلال مبادرة الحزام والطريق الصينية، يمكن تعزيز التعاون في مجالات التجارة، الاستثمار، والطاقة.

 

واليوم ونحن نحتفل مع الاصدقاء الصينيون بالذكرى الـ69 لإقامة هذه العلاقات، والتي تتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى الـ63 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة والذكرى الـ58 لثورة الـ14 اكتوبر المجيدة، فإن المستقبل يبشر بمزيد من التعاون خاصة في إطار مبادرة الحزام والطريق، سابقا، والمبادرات الأربع العالمية الأخرى التي أطلقها الرئيس الصيني مؤخرا، والتي جميعها ستعزز دور اليمن كموقع استراتيجي هام على طريق الحرير الصيني والملاحة الدولية، خاصة اذا تم الوصول لحل للأزمة اليمنية، مما يساهم في تحقيق التنمية والازدهار للشعب اليمني.

 

ولا يسعني في ختام هذا المقال إلا أن أتقدم بأصدق التهاني وأطيب التمنيات بمناسبة هذه الذكرى العزيزة، متمنياً للشعبين الصديقين في اليمن والصين دوام التقدم والرفعة. كما أود أن أعبر عن خالص امتناني واعتزازي، ناقلةً أطيب تحيات الشعب اليمني وحكومته إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة. وإننا لننظر بعين التفاؤل والترقب إلى مستقبل علاقاتنا الثنائية، سائلين المولى عز وجل أن يكتب لها مزيداً من التقدم والازدهار، بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

لن نطيح بالحوثيين وهذا سبب قراراتي الأخيرة!...عيدروس الزبيدي يفجر مفاجأة

جهينة يمن | 562 قراءة 

صيد ثمين في قبضة الحملة الأمنية في محافظة تعز.. الإسم والصورة

نيوز لاين | 549 قراءة 

جوجل تحتفل في الذكرى 27 لإنشاء Google وتعيد إحياء شعارها الأصلي 1998

تهامة برس | 502 قراءة 

صحفي يكشف أسماء قيادات كبيرة حرضت المخلافي على اغتيال أفتهان.. ومسرحية تصفية القاتل مع الأمن

نيوز لاين | 465 قراءة 

علي محسن الأحمر ينشر صور خروجه من صنعاء بعد سقوطها.. شاهد ماذا ارتدى

نيوز لاين | 367 قراءة 

تفاصيل الغارة الإسرائيلية على فيلا حوثية يكشفها الحميري

جهينة يمن | 318 قراءة 

شاهد.. العليمي ينشر صورة له مع ترامب ويدلي بتصريح ناري ضد المليشيا

نافذة اليمن | 307 قراءة 

"على العجوز الشمطاء أن ترحل..".. صراع الآراء بعد تغيير اسم شارع مشهور بتعز إلى (شارع افتهان المشهري)

جهينة يمن | 282 قراءة 

الدولار يقفز في عدن ويستقر بنصف قيمته في صنعاء… الفارق يفضح الانقسام الاقتصادي

العين الثالثة | 281 قراءة 

شاهد بالصورة الحوثي يقتل خيل وسط صنعاء بسبب العلم اليمني ويعتقل الفارس

جهينة يمن | 207 قراءة