اقدم مسلحون قبليون في شبوة على القصاص خارج القانون من الشاب "أمين ناصر باحاج" بتهمة قتل شخص آخر من أبناء قبيلته يدعى "باسل المرواح " بعد ان سلمته اسرته لأسرة المجني عليه، بعد ساعات من ارتكابه الجريمة.
وتداول ناشطون في مواقع التواصل فيديو صادم يوثق عملية إعدام ميداني ووحشي بحق شاب من محافظة شبوة، على يد أفراد من قبيلة أخرى، في مشهد يعكس حجم التدهور الأمني والإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة مجلس الانتقالي الجنوبي.
كشفت تفاصيل الفيديو عن سلسلة من الأحداث المأساوية التي بدأت بتوجيه قبيلة "آل لسود" اتهاماً لشاب من قبيلة "آل باحاج" بالضلوع في قضية قتل، مما أشعل فتيل توتر قبلي حاد بين الطرفين.
وخشية من اندلاع أعمال عنف واشتباكات مسلحة واسعة النطاق، تدخلت وجهاء قبيلة "آل باحاج" وقررت، تحت ضغط هائل، تسليم ابن قبيلتهم إلى "آل لسود" كإجراء مؤقت يهدف إلى تهدئة الأوضاع، على أمل معالجة الأمر عبر الأعراف والقوانين المتبعة.
ولكن، تحولت "التسوية" المرجوة إلى حكم إعدام فوري. أظهر الفيديو، الذي التقطه أحد الشهود، لحظات الاستلام، حيث كان الشاب المتهم مقيد اليدين، ويوجه نداءات استغاثة ويؤكد على لسان حاله براءته من التهمة المنسوبة إليه، رافضاً بصيغة العقل والوجدان ما يُحاك له.
غير أن مناشداته ذهبت أدراج الرياح، حيث قام أفراد من قبيلة "آل لسود" بإعدامه على الفور وبدم بارد، دون أي محاكمة عادلة أو تحقيق قضائي، في سابقة خطيرة تنتهك كرامة الإنسان وتتجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية والمحلية.
سياق الفوضى وانهيار الدولة
هذه الجريمة النكراء ليست سوى غيض من فيض، وتأتي لتؤكد على الواقع المتردي في محافظة شبوة وغيرها من المناطق الجنوبية، حيث يعيش المواطنون في ظل فوضى أمنية واضحة، وغياب تام لهيبة الدولة ومؤسساتها القضائية والأمنية.
ففي هذه المناطق، بات "القانون القبلي" هو السائد، متجاوزاً القانون الرسمي للدولة، وتتحول القبائل إلى سلطات قضية وتنفيذية، مما يعيد المجتمع إلى حقب من الصراعات والثأر التي طواها الزمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news