مغتربون تحت النار .. تصاعد جرائم استهداف اليمنيين في الولايات المتحدة
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية تصاعدًا مقلقًا في حوادث استهداف المغتربين اليمنيين، خصوصًا العاملين في المتاجر الصغيرة، إذ سُجلت خمس جرائم قتل منذ مطلع العام 2025، كان آخرها مقتل الشاب غسان سعيد الشعيبي السبت الماضي في ولاية ميسيسيبي
.
وقالت مؤسسة "يمانيون في أمريكا" إن الشعيبي، وهو شاب يمني يحمل الجنسية الأمريكية وينحدر من مديرية الشعيب بمحافظة الضالع، قُتل برصاص مسلحين أثناء عمله في أحد المحلات بمدينة جاكسون، عاصمة الولاية، بعد أن تعرض لإطلاق نار مباشر أودى بحياته على الفور.
الحادثة الأخيرة تضاف إلى سلسلة جرائم استهدفت مغتربين يمنيين منذ بداية العام، بينهم سليمان العبدي وسفيان الخضر في ولاية تينيسي، حيث قُتل الأول في متجره بمدينة ناشفيل منتصف يناير، فيما لقي الثاني حتفه في أبريل أثناء محاولته منع عملية سرقة في ممفيس.
كما شهدت ولاية نيويورك مقتل الشابين علي المصنعة ومروان عياش في مارس، أحدهما أثناء عمله في متجره بروتشستر، والآخر خلال محاولة مسلحين الاستيلاء على سيارته.
وخلال العامين الماضيين، قُتل العشرات من المغتربين اليمنيين في مدن أمريكية عدة في حوادث متشابهة، معظمها ناجمة عن عمليات سطو مسلح استهدفت متاجرهم، ما يثير مخاوف واسعة في أوساط الجالية اليمنية بشأن تكرار هذه الاعتداءات، ويدعو إلى ضرورة تحرك رسمي لحمايتهم.
هذه الجرائم المتكررة تكشف عن نمط واضح: معظم الضحايا يُستهدفون في أماكن عملهم أو أثناء قيادة سياراتهم، وغالبًا على يد عصابات مسلحة تبحث عن المال السهل عبر السطو على المتاجر الصغيرة التي يديرها مغتربون يمنيون.
ظاهرة مقلقة
ووفق شهادات من داخل الجالية اليمنية، فإن المتاجر التي يديرها يمنيون، خصوصًا في الأحياء الفقيرة والمتوسطة، تُعد أهدافًا سهلة للعصابات بسبب طبيعة العمل الطويل حتى ساعات متأخرة من الليل، وافتقار هذه المحلات لإجراءات حماية كافية مثل الحراسة أو أنظمة الأمان المتطورة.
يقول ناشطون في الجالية اليمنية إن العشرات من اليمنيين لقوا مصرعهم خلال العامين الماضيين في ظروف مشابهة، لكن ما يثير القلق أكثر هو أن هذه الحوادث تمر غالبًا دون تحقيقات علنية كافية أو إجراءات جادة لردع تكرارها.
تساؤلات بلا إجابة
مع تصاعد هذه الجرائم، يبرز تساؤل جوهري: لماذا يُستهدف اليمنيون على نحو متكرر؟ هل السبب عشوائية الجرائم في الولايات الأمريكية، أم أن هناك عوامل إضافية تتعلق بضعف حماية المهاجرين، وانخراطهم في قطاعات تجارية محفوفة بالمخاطر؟
الجالية اليمنية من جانبها تطالب السلطات الأمريكية بتشديد الإجراءات الأمنية في الأحياء التي يتركز فيها المغتربون، وتطالب السفارة اليمنية والجاليات العربية بالضغط السياسي والإعلامي لضمان حماية أرواحهم.
ما وراء الأرقام
القضية لا تتعلق بخمس جرائم هذا العام فقط، بل بظاهرة ممتدة تكشف هشاشة وضع المهاجرين اليمنيين، الذين يسعون خلف لقمة العيش في بيئة لا توفر لهم الأمان الكافي.
وبينما يستمر نزيف الأرواح، تبدو الحاجة ماسة لتحرك جماعي – من السلطات الأمريكية والجاليات اليمنية – قبل أن يتحول استهدافهم إلى أزمة صامتة لا تلقى الاهتمام الكافي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news